المساواة ، الحرية، المشاركة والمسئولية الإجتماعية ..أهم ركائز المواطنة

In ندوات ومحاضرات by CIHRS

أقام مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية البداية للنهوض بالتعليم والثقافة، مساء يوم الخميس 27 أكتوبر 2011، محاضرة بعنوان “كيف تحمي الدولة حقوق المواطنة” وذلك بمقر جمعية بداية في منشأة ناصر، المحاضرة ألقاها “مجدي عبد الحميد” مدير جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية واستمرت حتى التاسعة مساءً.

افتتح المحاضرة “اشرف النوبي” المنسق العام لجمعية البداية، مؤكدًا على أهمية المحاضرة، وما تحمله من رسائل وأفكار جديرة بالاهتمام لاسيما فى ظل ما يمر به المجتمع الآن مشيرًا إلى أن المواطن المصري عليه أن يدرك أن  كافة من يشاركونه الأرض هم مواطنون مثله، لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، وأضاف النوبي أن المجتمع الآن يحتاج  لمزيد من التكاتف والتآزر كي نعبر بمصر إلى الاستقرار.

“مجدي عبد الحميد” – مدير جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية استعرض فى البداية مفهوم المواطنة مشيرًا إلى أنها تبادل في الحقوق والواجبات بين المواطنين والدولة، وان هذا المفهوم يتضمن مجموعة من المبادئ يجب تحقيقها في هذه العلاقة، أولها “المساواة”  بمعنى أن يكون المواطنون متساويين في العمل، وأمام القضاء، وفي التعليم، وثانيها “الحرية” بما يتضمن الحرية في الاعتقاد، وحرية الفكر والتعبير، وحرية التنظيم والاحتجاج، أما الركيزة الثالثة للمواطنة فهي “المشاركة” وهي أن يكون لدى المواطن فرصة في بناء الوطن، بما فى ذلك المشاركة فى اختيار المسئولين، واتخاذ القرار عبر المجالس النيابية، وهو ما يؤدى بالضرورة إلى المبدأ الرابع من مبادئ المواطنة وهو”المسئولية الاجتماعية” والمتمثلة في مجموعة الواجبات تجاه الوطن مثل دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية، احترام القانون، واحترام الحرية الشخصية للآخرين.

تحدث عبد الحميد أيضًا عن ارتباط المواطنة بالدولة المدنية مؤكدًا أن الدولة لابد أن تحترم كافة المبادئ التي يضمنها مفهوم المواطنة، وتحترم كافة حقوق المواطنين، بعيدا عن عقائدهم، أو فكرهم أو لونهم وغيرها من العوامل التي من شأنها التمييز بين المواطنين، كما أشار عبد الحميد إلى أن مصر تمر الآن بحالة من التمييز على الأساس الديني، مدللاً بما وقع مؤخرًا من أحداث فى ماسبيرو وغيرها، وأرجع عبد الحميد وجود تلك الحالة إلى عدة أسباب منها ظهور بعض القوى المتشددة دينيًا، وقوى أخرى استخدمت الدين في المجال السياسي، مضيفًا إلى ذلك وجود إعلام غير مهني وغير حيادي، افتقر إلى الكثير من الحيادية  فى معالجة الأحداث الطائفية مدللاً بذلك بالتغطية الإعلامية لواقعة ماسبيرو. وفي هذا الصدد شدد عبد الحميد على دور المواطنين  فى نشر ثقافة التسامح فيما بينهم؛ لتقليل حدة التوترات، وخلق مجتمع أكثر تصالحًا.

حول المواطنة والانتخابات البرلمانية القادمة؛ أشار عبد الحميد إلى أن البرلمان القادم يجب أن يعبر عن كافة أطياف الشعب، تمهيدًا لوضع دستور يعبر عن كافة فئات الدولة وأطيافها، مشددًا على ضرورة المشاركة بشكل فعال، محتذيًا فى ذلك بتونس والتي شهدت ارتفاع ملحوظ فى معدل المشاركة فى العملية الانتخابية وصل إلى حد 90 % من الشعب. وفى سياق متصل أكد عبد الحميد على أن اختيار ممثلي البرلمان يجب أن يكون على أساس برامجهم الانتخابية، مشيرًا إلى أهمية التفرقة بين عضو مجلس الشعب، وعضو المجلس المحلي، وذلك كي يكون المواطن مشارك في اتخاذ القرار المناسب الذي يعبر عن كافة أطياف الشعب، بما يحقق المواطنة الفعالة.

يذكر أن هذه المحاضرة تأتى ضمن سلسلة محاضرات “حقوقنا الآن وليس غدًا” والتي بدأت فى إبريل الماضي وينظمها برنامج مصر بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بهدف نشر ثقافة حقوق الإنسان فى مختلف محافظات مصر.

Share this Post