عام من الأمل عام من القمع على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير فيما يتعلق بحقوق الانسان بالمنطقة العربية

In البرنامج الدولي لحماية حقوق الإنسان, مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة by CIHRS

نص المداخلة التي ألقاها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في دورته الـ19

ألقى المداخلة : مريم الخواجة

 

شكراً سيادة الرئيسة،

يشرفني مخاطبة الممثلين الكرام الحاضرين في مجلس حقوق الإنسان اليوم. اسمي مريم الخواجة، أنا مدافعة بحرينية عن حقوق الإنسان، وابنة المدافع عن حقوق الإنسان المعروف دوليًا عبد الهادي الخواجة. لقد تم تعذيب أبي بوحشية وتم التعدي عليه بالضرب حتى فقد الوعي وأُلقي القبض عليه في العام الماضي. وبالرغم من الدعوات الدولية العديدة لإطلاق سراحه وتوثيق حالته في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، إلا أن أبي اليوم بين الحياة والموت في سجن البحرين مُضربًا عن الطعام وقد يتبقى له أيامًا فقط.

لقد مر أكثر من عام الآن على بداية موجة احتجاجات من أجل التحول الديمقراطي والإصلاح من أجل حقوق الإنسان التي اكتسحت شمال أفريقيا، الشرق الأوسط وأبعد من ذلك. وغالبًا ما قاد هذه الاحتجاجات الشباب من النشطاء: جيل جديد يستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي والانترنت لنشر الرسالة، ويعتمد على شجاعته الكبيرة وقدرته الأكبر على الأمل للنزول إلى الشارع، وكسر حواجز الخوف الراسخة والمطالبة بالكرامة. أود اليوم تذكير هذا المجلس والمجتمعين اليوم أن هذه الاحتجاجات من أجل الديمقراطية وهذه الثورة العظيمة من أجل الكرامة -وبالرغم من مواجهتها بالهجوم الوحشي المتصاعد- بعيدة كل البعد عن النهاية، في الواقع إنها في بدايتها فقط. إن النضال في سوريا ومصر وليبيا واليمن والبحرين والأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل تحقيق التحول الحقيقي والمحاسبة الفعلية للحكومات باستخدام وسائل سلمية مستمرًا. كل يوم يمر نرى عدد متزايد من الرجال والنساء والأطفال يُقتلون ويختفون ويُعتقلون تعسفيًا ويعذّبون لأنهم جرؤوا على المطالبة بحقوقهم. إنهم أناس عاديون ألهموا بعضهم البعض لإظهار قدر غير مسبوق من الشجاعة والتعاطف، مضحّين بأمانهم لنيل مستقبل أفضل لأصدقائهم وعائلاتهم وأمتهم.

ومن أجل هؤلاء أطلب من الحاضرين هنا أن ينظروا الآن، أرجوكم تفعلوا كل ما تستطيعوا لاستخدام هذه الجلسة لمجلس حقوق الإنسان لمنح الأمل والحماية لهؤلاء الذين يرفضون الاستسلام. وكما لم يسمحوا لأنفسهم بالشلل بسبب التهكم والسخرية والخوف أو اليأس، نطلب منكم أن تفعلوا الشيء ذاته. المخاطر لم تكن أبدًا أكثر من الآن.

في سبتمبر الماضي، عقد هذا المجلس جلسة رائدة حول حقوق الإنسان في سياق الاحتجاجات السلمية. وبالأمس عقد المجلس جلسة أخرى بنفس الأهمية متعلقة بحرية التعبير على الانترنت. هذان الموضوعان في صلب حركات التحول الديمقراطي ومحاسبة الحكومات في المنطقة العربية والعالم كله. وهذان الموضوعان ستنمو أهميتهما في السنوات القادمة. وهذا المجلس لديه فرصة تاريخية لضمان أن كلتا المبادرتين ينتج عنهما نتاج قوي يوفر الحماية لهؤلاء الذين يطمحون إلى عالم أكثر ديمقراطية وإنسانية في العالم كله. نطلب منكم المتابعة وعدم الاستسلام.

نطلب منكم الحديث عن المتظاهرين ونشطاء الديمقراطية والمدونين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا والذين لازالوا يقتلون في أعداد متصاعدة، في اليمن وليبيا الذين لازالوا يطالبون بالعدالة، في مصر حيث يناضل المجتمع المدني بين الحياة والموت ليبقى، وفي البحرين حيث تستمر الأصوات من أجل الحرية في المطالبة بالتغيير في الشوارع وخلف قضبان السجن بالرغم من استمرار الحملات العنيفة من قبل السلطات.

شكراً سيادة الرئيسة.

:فيديو المداخلة

Share this Post