المنتدى الإقليمي التاسع عشر للحركة العربية لحقوق الإنسان: هل تعميم نموذج “ناميبيا” بفرض وصاية الأمم المتحدة على الدول العربية المهددة بالتفكك والانهيار هو الحل؟

In المنتديات الإقليمية السنوية, برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان by CIHRS

ltocihrf

عقد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان أولًا، الأربعاء 30 سبتمبر، في نيويورك، المنتدى الإقليمي التاسع عشر للحركة العربية لحقوق الإنسان حول مكافحة التطرف العنيف تحت شعار “أوقفوا التطرف، وذلك بدعم حقوق الإنسان”. عُقدت الورشة على هامش اجتماعات قمة مكافحة التطرف العنيف التى انعقدت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك فى 29 سبتمبر. سلطت ورشة العمل الأضواء حول كيف يؤدي الاعتداء المنهجي الجسيم والمتواصل على حقوق الأفراد والجماعات، إلى خلق –أو تنمية– بيئة اجتماعية وسياسية مواتية للتطرف والإرهاب، ومحفزة على انتهاج التطرف السياسى والدينى العنيف، واللجوء لأعمال العنف والانتقام الفردي والجماعي، والالتحاق بجماعات الإرهاب.

شارك في المنتدى 39 خبيرًا من الأمم المتحدة، وزارة الخارجية الأمريكية، مصر، سوريا، ليبيا، تونس، كينيا، العراق، السودان، المغرب، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، أيرلندا. وافتتح أعمالها زاخ سيلفرستين نائب مدير منظمة “حقوق الإنسان أولًا”، وستيفن فيلدستين نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وبهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. ربط حسن فى كلمته بين فشل الحرب على الإرهاب خلال 14 عامًا منذ هجمات 11 سبتمبر، وبين تجاهل استراتيجيات مكافحة الإرهاب فى الواقع العملى للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية الأساسية –بما فى ذلك الاعتداءات الجسيمة على حقوق الإنسان– التى ساهمت فى خلق هذه الظاهرة أو فى تمددها، والتركيز بدلًا من ذلك على الوسائل الأمنية والعسكرية التى ثبت محدودية فعاليتها. ذلك برغم وجود عدد من مقررات الأمم المتحدة وقمة البيت الأبيض في فبراير الماضي، التى أكدت على أهمية التركيز على معالجة “الجذور الأساسية للإرهاب”. وأعرب حسن عن خشيته من أن تكون قمة مكافحة التطرف العنيف –التى انعقدت فى اليوم السابق المنتدى، وحضر حسن مداولاتها– هى فرصة ضائعة أخرى على الطريق الفاشل ذاته. ناقشت المنتدى العلاقة بين تدهور وضعية حقوق الإنسان وبين تفاقم التطرف العنيف والإرهاب في مصر، تونس، سوريا، العراق، ودول الخليج وكينيا، من خلال أوراق عمل أعدها عدد من الباحثين والحقوقيين. سيقوم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بإصدار كتاب باللغتين العربية والإنجليزية يضم هذه الأوراق، وكذلك تقرير مفصل عن مداولاتها والتوصيات المستخلصة منها.

اختتمت المنتدى أعمالها بجلسة خاصة لاستخلاص الاستنتاجات الرئيسية من مداولات الجلسات السابقة. أدار هذه الجلسة مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكية السباق للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمحاضر حاليًا بجامعة نيويورك. وتحدث فيها هاني مجلي المدير السابق لإدارة العالم العربى وأسيا والباسيفيك بمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ونيل هيكس مدير تعزيز حقوق الإنسان بـ”حقوق الإنسان أولًا”، وبهى الدين حسن. استخلص حسن 10 رسائل من مداولات المنتدى، من أبرزها:

  • الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان هى جزء من مشكلة الإرهاب فى العالم العربى. احترام وتعزيز حقوق الإنسان هو خطوة أساسية للتغلب على المشكلة، وخاصةً حقوق “السنة” فى العراق وسوريا و”البدو” فى مصر.
  • الخطاب المتطرف للمؤسسات الدينية الحكومية هو أحد أسباب تفاقم الإرهاب فى العالم العربى، استقلال هذه المؤسسات عن الحكومات ومنع تسييسها، هو خطوة لا مناص منها للتغلب على المشكلة.
  • ضرورة قيام الدول المُصدِّرة للسلاح إلى الدول التى تكافح الإرهاب، بالتأكد من أن هذه الأسلحة لا تستخدم لقمع الشعوب والأفراد والجماعات المعارضة سلميًا. هذا القمع غير المشروع يؤدي إلى تعزيز دوافع النزوع للتطرف والعنف وأعمال الانتقام عند هذه الجماعات والأفراد، وتنمية بيئة مواتية لتجنيد أنصار ومقاتلين جدد للتنظيمات الإرهابية.
  • انهيار المكانة الأدبية لجامعة الدول العربية، وبالتالي عجزها عن القيام بدور تفاوضي إيجابى مقبول في حل الصراعات المسلحة بين الدول العربية الأعضاء أو الحروب الأهلية الداخلية، أحد أسباب تفاقم الإرهاب وتمدده بالاستفادة من هذه الصراعات. على الأمم المتحدة أن تسد هذه الفجوة الخطيرة، من خلال القيام بدور نشيط وأكثر فعالية، لأنها تتمتع بقبول ومصداقية أكبر من كل الدول والأطراف العربية وغير العربية. فى هذا السياق، علي الأمم المتحدة دراسة إمكانية وضع الدول العربية التي بسبيلها للتفكك تحت وصايتها (مثل سوريا واليمن)، على نمط ماقرره المجتمع الدولى من قبل مع دولة ناميبيا وغيرها. وذلك من أجل تجنب الانهيار الكامل لهذه الدول وتفككها إلى عدة دويلات فاشلة، تصبح أرضًا خصبة لجماعات الإرهاب. ومن أجل وضع حد لمعاناة شعوب هذه الدول فى الداخل، ومنع تحولهم إلى لاجئين هائمين على وجوههم حول العالم، وإعادة تأهيل هذه الدول لحكم نفسها بنفسها، وتضميد جروح عقود من الاضطهاد والمذابح وقصف حكومات لشعوبها بالمدفعية والطائرات، ومن الفساد والفشل فى إدارة التنوع العرقى والدينى.

Share this Post