بينهم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الإعلام السوداني ومحمد البرادعي
على مدى ثلاثة أيام، تلقى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بوافر الامتنان والتقدير عدد ضخم من التهاني والامنيات الصادقة بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسه. وإذ يعرب المركز عن اعتزازه البالغ بكل الرسائل التي تلقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وخلال المكالمات الهاتفية القيمة لمديريه، وعشرات التسجيلات الصوتية والصور الفوتوغرافية التي تمت مشاركتها على حساباته الإلكترونية، وحملت أبلغ الكلمات وأروع الذكريات، يؤكد المركز على أن صموده في وجه أعتى الديكتاتوريات في المنطقة لربع قرن لم يكن لولا هذا الدعم الصادق والتعاون المثمر مع كافة الأطراف الشريكة المحلية والإقليمية والدولية.
ففي رسالته عبر “أندرو جيلمور” مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك عن بالغ تقديره لشجاعة المركز وعمله ونضاله المستمر، لا سيما في ظل استمرار حكومات المنطقة في ممارسات التعذيب واعتقال المزيد من الصحفيين وغلق المنافذ الإخبارية، ووصم المعارضين بـ “الإرهابيين” والانتقام من المدافعين عن حقوق الإنسان. بينما أفتتح وزير الإعلام والثقافة السوداني فيصل محمد صالح كلمته بأن المركز “هو المنبر الذي ناضلنا لسنوات طويلة من خلاله، كان الحاضن لنا ونحن مشردون في المنافي نلتقي برفاقنا من المناضلين من أجل حرية بلادنا وحقوق شعبنا، التقينا في القاهرة وبيروت وفي الرباط والخرطوم ومناطق كثيرة، كان لمركز القاهرة وربانه بهي الدين حسن فضل كبير علينا، فتحية له ولطاقم العمل في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.” أما السياسي المصري محمد البرادعي ففي رسالته لمدير المركز قال: “أبعث خالص التهنئة والتقدير على ما قمتم وتقوموا به من مجهودات نحو إرساء مبادئ حقوق الإنسان في وطننا العربي كقيم يلتف حولها الجميع وتشكل أساسًا للعمل الوطني والقومي.”
كما يعرب المركز عن تقديره الخاص لرسائل الدعم التي وردت له من عدد من أبرز المنظمات الحقوقية الدولية منها: هيومن رايتس واتش، منظمة العفو الدولية، منظمة الخدمة الدولية، الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، أيفكس، المنظمة الدولية لمناهضة التغذيب، مشروع الديموقراطية في الشرق الأوسط، منظمة حقوق الإنسان أولا، الأورومتوسطية للحقوق. هذا بالإضافة إلى العديد من الرسائل النصية والمسجلة، التي وردت من حقوقيين بارزين مثل راسمس بوزرب المدير التنفيذي للأورمتوسطية للحقوق، وأندرو ميلر مدير السياسات بمشروع الديموقراطية في الشرق الأوسط، والحقوقي السوري مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ونضال سلمان رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وشعوان جبارين مدير عام مؤسسة الحق(فلسطين)، رضية متوكل رئيسة مركز مواطنة لحقوق الإنسان(اليمن)، والباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية(السودان)، فاضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلي الحقوقي اللبناني حبيب نصار، والناشط السوداني عبد المنعم الجاك، والحقوقي التونسي مسعود رمضاني.
هذا بالإضافة لرسائل التهنئة من عدد من الحقوقيين المصريين البارزين بينهم الحقوقية عزة سليمان والتي عبرت فيها أنه: “رغم القهر والانكسار الذي تعيشوا المنطقة العربية يظل مركز القاهرة لحقوق الأنسان يجد السبل لدعم وتعزيز حركة حقوق الانسان في مصر والمنطقة العربية.” والمحامي الحقوقي نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة محامون ومستشارون قانونيون، والحقوقية الدكتورة عايدة سيف الدولة أحد مؤسسي مركز النديم، والناشط الحقوقي جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. فضلاً عن عدد من الشخصيات العامة البارزة مثل وزير مصر للشئون البرلمانية السابق محمد محسوب، والإعلامية اللبنانية ليليان داوود.
كما يعرب المركز عن بالغ امتنانه وتقديره لمئات الرسائل التي وردت من خريجي مركز القاهرة ومتدربيه وباحثيه والعامليين والمتطوعين فيه على مدى أكثر من عقدين، من مصر، السودان، المغرب، وتونس، ومن اعضاء مجلس إدارته كمال جندوبي الرئيس الشرفي للأورمتوسطية للحقوق، أدريس اليزمي رئيس المؤسسة الأورمتوسطية لحماية المدافعين، والحقوقية الفلسطينية رانده سنيورة. بالإضافة إلى رسائل العشرات ممن تشرف المركز يومًا بمشاركتهم في ندواته أو دوراته التدريبية أو مشروعاته البحثية أو لقاءاته الإقليمية والدولية. هؤلاء هم حصاد العمل الدؤوب للمركز وشركاء النجاح الممتد بهم، خاصة بعدما تقلد الكثير منهم اليوم مناصب قيادية في منظمات جديدة، أو حمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان في بلاده، ومنهم من دفع ومازال يدفع ثمن إيمانه بمبادئ حقوق الإنسان، ودفاعه عنها، مثل مركز بلادي للحقوق والحريات ورئيسه محمد حسانيين، والناشط محمد سلطان مؤسس مبادرة الحرية.
تأسس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في 1993، وبدأ نشاطه بشكل فعلي في العام التالي كمؤسسة إقليمية مستقلة تهدف إلى دعم احترام مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، وقد وضع نواتها الفكرية الأولى المفكر المصري الراحل محمد السيد سعيد، وحدد فلسفة البرامج الأساسية. وعلى مدى 25 عامًا أثرى مركز القاهرة المكتبة الحقوقية بأكثر من 400 إصدار، و70 عدد لمجلة رواق عربي البحثية المتخصصة بالإضافة للأعداد الجديدة على موقعها الإلكتروني، وما يقرب من 100 عدد من مجلة سواسية، فضلاً عن 12 تقرير سنوي حول رصد وتقييم حالة حقوق الإنسان في المنطقة، وعشرات التقارير الإلكترونية النوعية المتخصصة.
كما عقد المركز 22 مدرسة صيفية لطلاب الجامعات لتعليم مبادئ حقوق الإنسان (حوالي ألف متدرب)، و10 دورات إقليمية متخصصة حول الآليات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان (أكثر من 200 متدرب)، و3 دورات للقيادات الشبابية الجديدة للمجتمع المدني، فضلا عن عشرات الدورات النوعية المتخصصة للمحاميين والصحفيين والباحثين والمعلمين، ودورات أخرى معنية بحركة حقوق الإنسان في بلدان محددة مثل ليبيا، سوريا، العراق، والسودان. بالإضافة إلى اللقاءات الدورية والنقاشات الأسبوعية والموائد المستديرة التي كان ينظمها المركز على مدى سنوات من خلال صالون بن رشد، ونادي السينما وحقوق الإنسان، والتي كانت تناقش قضايا حقوقية محلية وإقليمية.
وفي أكثر من عقدين أولى المركز اهتمامًا خاصا بالعمل المستمر على العمل الجماعي والتشبيك بين المنظمات من خلال تأسيس العديد من المبادرات الجماعية للعمل المشترك مثل ملتقى منظمات حقوق الإنسان في مصر، مجموعة العمل المصرية لحقوق الإنسان، ائتلاف المنصة في ليبيا. وفي ذلك حرص المركز أيضا على تنظيم عشرات اللقاءات والمؤتمرات الدولية والإقليمية المتخصصة والنوعية حول قضايا مختلفة مثل الإرهاب وحقوق الإنسان، التعليم، مستقبل الحركة الحقوقية، الإسلام السياسي، التحول الديموقراطي. بالإضافة إلى تشجيع وتدريب المبادرات الحقوقية الناشئة- والتي تحولت لاحقًا لمنظمات حقوقية بارزة- في ليبيا وسوريا والسودان وفلسطين والبحرين.
كما حرص المركز أيضا على التشبيك المستمر مع الآليات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، من خلال العمل المشترك مع آليات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية والولايات الخاصة، وكذا التعاون مع اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، وجامعة الدول العربية. إذ يمتع مركز القاهرة بوضع استشاري خاص في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وصفة المراقب في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. وحاصل على جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان لعام 2007 وجائزة مارتن إينالز الممنوحة لمدير مكتبه بالقاهرة في 2018.
Share this Post