قام وزير المالية في بداية شهر أبريل الحالي، وفي سرية تامة، بعرض مشروع الموازنة للعام المالي 2013-2014 على مجلس الشورى، دون إتاحتها بشكل علني للمواطنين على موقع الوزارة، أو بأي شكل من أشكال النشر. ولم يتم الإعلان عن هذا الخبر إلا في بداية هذا الأسبوع، وعلى صفحات جرائد خاصة مثل اليوم السابع والشروق.
يأتي هذا رغم التزام مصر، دستوريًا وقانونيًا، ودوليًا، بعرض الموازنة وإتاحتها للجمهور قبل ثلاثة أشهر من نهاية العام المالي، وذلك لتحقيق الشفافية التي تسمح للحكومة بتحقيق حكم أفضل، وتقليل الفساد الداخلي، وهي الخطوة الأولى التي تمكن الحكومة من أن تحقق موازنات ناجحة للمواطنين.
ولكي تحقق الحكومة الشفافية في الموازنة، لابد من السماح لوثائق الموازنة أن تنشر وتعلن للشعب خلال مراحلها الأربعة، وهي:
- الإعداد.
- الموافقة عليها.
- التنفيذ.
- المراقبة.
وأيضًا بنشر مشروع الموازنة بتفاصيله وهذا يشمل: تفاصيل الاستخدامات والإيرادات بالأقسام الاقتصادية والتنفيذية وأيضا مشروع موازنة للجهاز الإداري، والإدارة المحلية والهيئات الخدمية.
إلا أن الحكومة لم تلتزم بأي مما سبق، بل أرسلت المشروع إلي مجلس الشورى “غير المختص بمناقشتها دستوريًا”.
وعليه، فإن الأحزاب والمنظمات والقوى الوطنية والثورية الموقعة على هذا البيان تطالب مجلس الشورى، إرساءً لمبدأ الشفافية والمشاركة الاجتماعية، ألا يتخذ قرارًا بخصوص تلك الموازنة إلا بعد إعطاء فرصة حقيقية لكل المهتمين بإجراء نقاش مجتمعي جاد حول الموازنة. كما يطالب الموقعون بنشر مشروع الموازنة للهيئات الاقتصادية وموازنات شركات القطاع العام والشركات القابضة.
لأن إتاحة الموازنة العامة بشكل علني، والشفافية، والمشاركة المجتمعية هو حق أصيل للمواطنين، طبقًا للمادة 55 من الدستور التي تنص على أن “مشاركة المواطنين في الحياة العامة واجب وطني”، ولأن تحمل أعباء الميزانية يقع على كاهلهم، سواء عن طريق حزم الضرائب المفروضة عليهم، أو الخدمات التي ينتظرونها من الحكومة في الموازنة، وأوجه التصرف في موارد وثروات البلاد المملوكة للشعب.
فإذا كانت الحكومة المصرية الآن تنتهج النهج نفسه الذي سارت عليه حكومات نظام مبارك المخلوع، من عدم الالتفات أو الاهتمام بالمشاركة المجتمعية الفعلية للمواطنين في هذه القرارات والتعتيم عليها، فإن الموقعين على هذا البيان يطالبون وزير المالية ورئيس مجلس الشورى بإتاحة مشروع الموازنة العامة للإطلاع عليه لكل من يرغب من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية طبقًا لنص المادة 47 من الدستور التي تنص علي “الحصول على المعلومات والبيانات والوثائق، والإفصاح عنها، وتداولها حق تكفله الدولة لكل مواطن، بما لا يمس بحرمة الحياة الخاصة، وحقوق الآخرين، ولا يتعارض مع الأمن القومي، وينظم القانون تلك القواعد، وطريقة الحصول على المعلومات، والتظلم من رفض إعطائها، وما قد يترتب على هذا الرفض من مسائلة”.
حان الوقت أن تدرك الحكومة المصرية أن من حق مواطنيها المعرفة والمشاركة في ما تقوم به الحكومة بالنيابة عنهم، باسمهم وبأموالهم.
الموقعون:
أحزاب وحركات سياسية:
- · حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- · الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
- · حزب الدستور
- · حركة مصر حقنا
- · حركة 6 ابريل
منظمات حقوقية:
- · المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- · مؤسسة حرية الفكر والتعبير
- · المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- · مركز هشام مبارك للقانون
- · مرصد الموازنة العامة وحقوق الإنسان
- · مركز حابي للحقوق البيئية
- · مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان
- · مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- · مركز وسائل الاتصال الملائم من أجل التنمية
- · مؤسسة قضايا المرأة المصرية
Share this Post