التقى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان و عدد من المنظمات المصرية ظهر أمس بوفد من المعارضة الوطنية السورية والمدافعين عن حقوق الإنسان فى سوريا وذلك في إطار زيارة الوفد للقاهرة ضمن فعاليات ما أطلقوا عليه “أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري”. ضم الوفد مجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني بسوريا مثل “محمد مأمون الحمصي” النائب المستقل السابق عن مدينة حمص ومنسق تجمع أبناء الجالية السورية، و”فهد المصري” المستشار السياسي والإعلامي لتجمع أبناء الجالية السورية، “هيثم المالح” رئيس أول جمعية حقوقية بسوريا، “عبد الأحد اصطفيوا” رئيس المنظمة الآشورية(السريان) في أوروبا. هذا بالإضافة إلي عدد من المهتمين والمدافعين عن حقوق الإنسان فى سوريا مثل “بسام إسحاق” من مؤسسة سواسية لحقوق الإنسان، “رياض غنام” ناشط سياسي، “عبد الرءوف درويش” رئيس تجمع 15 مارس من أجل الديمقراطية في سوريا، “فارس الشوفي” ناشط سياسي وحقوقي، الشيخ “إسماعيل الخالدي” رئيس اتحاد العشائر السورية، ورضوان زيادة الناشط الحقوقي.
فى البداية استعرض الوفد الأوضاع السائدة في سوريا، مقدمًا رؤية القوى الوطنية السورية المعارضة لمرحلة ما بعد بشار الأسد، والدور المصري والعربي والدولي الذي يتطلع إليه أبناء الشعب السوري لتحقيق طموحاته لقيام الدولة المدنية، منتقدًا موقف الخارجية المصرية وواصفًا إياه بالضعيف جدًا وغير المعلن، وطالب الوفد بضرورة أخذ خطوات نحو طرد السفير السوري من مصر، وسحب السفير المصري من الأراضي السورية.
من جانبه ذكر “فارس الشوفي” أن الحقوق مهدرة بشكل تام في سوريا، والمشكلة بالأساس هي مشكلة سياسية، تتلخص فى ممارسات السلطات السورية، مشيرًا إلي ما يعانيه النشطاء السوريين من اعتقالات وانتهاكات عديدة. وأضاف الشوفي إنه منذ بداية الثورة حاول النظام تجاهل الثورة والتأكيد على أن ما يتم ما هو إلا نوع من العمليات الإرهابية، وازدياد عدد الاعتقالات حتى وصل إلى ثمانية آلاف اعتقال خلال 72 ساعة.
نصح “احمد فوزي” ممثل الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة الاجتماعية الوفد السوري بالسعي الدائم للتوافق بين القوى السياسية للعبور بثورتهم إلي بر الأمان، مشيرًا إلي أن الانشقاق بين القوى السياسية المصرية كان سببًا رئيسيًا فى عرقلة مسار الثورة فى مصر. كما أكد فوزي على ثلاث نقاط أساسية يمكن أن تدعم موقف المعارضة السورية تمثلت النقطة الأولى في الاهتمام بالمحافل الدولية، وفتح قنوات الاتصال بين منظمات المجتمع المدني في الدول، أما الثانية فأكدت على ضرورة توثيق الجرائم التي ترتكب حتي يمكنهم إدانة بشار الأسد أمام المحكمة وأمام العالم، كما أشار في النقطة الثالثة إلى أهمية تبادل الخبرات واللقاءات وتدريب النشطاء الحقوقيين السوريين فى مجال رصد الانتهاكات.
من جانبه أكد الوفد تصاعد الانتهاكات التي تمارس ضد المرأة السورية، وارتفاع معدل حالات الاغتصاب الموثقة إلى 50 حالة، مما أدى إلى نزوحهن إلى دول أخرى، جاء ذلك ردًا على سؤال طرحته “يارا سلام” ممثلة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية حول وضع المرأة السورية الآن. وفى هذا الصدد طالب الوفد مركز القاهرة بأن يبحث إرسال وفد يحقق في حالات الاغتصاب، لاسيما حالات الاغتصاب التي تتم للمرأة في السن الجامعي لمنعهم من المشاركة فى التظاهرات.
وعن موقف مركز القاهرة تجاه القضية السورية أوضح “زياد عبد التواب” نائب مدير المركز، أنه تم إصدار بيان مشترك مع منظمات دولية وإقليمية لحث الجامعة العربية على اتخاذ موقف واضح تجاه ما يحدث في سوريا، والعمل على إلغاء عضويتها من الجامعة. كما أشار زياد إلى إنه اليوم سيقوم مدير مركز القاهرة الأستاذ “بهي الدين حسن” بمداخلة فى المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف لاستعراض حالة حقوق الإنسان فى سوريا وعدد من الدول العربية الأخرى. وأضاف أيضًا أن المركز سوف يتعاون مع بعض النشطاء الحقوقيين على المستوى الإقليمي لعمل جلسات لمناقشة الوضع السوري، الهدف منها هو تدعيم الضغط الدولي، وتقوية الموقف حتى يتم التأثير على مجلس الأمن الذي يرتبط موقفه بموقف الجامعة العربية. وفى هذا السياق قرر مركز القاهرة استضافة مؤتمر صحفي للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان اليوم بعنوان “بشار الأسد.. مجرم ضد الإنسانية” لاستعراض تقرير الفيدرالية حول انتهاكات السلطات السورية لحقوق الإنسان.
Share this Post