محمد سيد سعيد
جريدة البديل، 23 فبراير 2009
.. وأتصور أن أفضل إطار لاحتضان أيمن نور من جانب المجتمع السياسي هو العمل الجبهوي، ويمكن لـ «الجبهة الديمقراطية» بالذات أن يقوم بدور مهم في إعادة إدماج أيمن نور في المجتمع السياسي المصري. وقد فهمت أن ثمة قرارًا من جانب حزب الجبهة الديمقراطية، بقيادة أسامة الغزالي حرب، لترجمة اسم الحزب إلى فعل في الواقع، بدعوة سائر القوي السياسية للعمل معًا لوضع صيغة إطار للعمل السياسي في مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ومن المناسب تمامًا أن يبدأ أيمن نور من جديد من خلال هذه الصيغة، فهي ليست متعجلة وليست في الوقت نفسه صيغة مؤجلة للمشاركة في الحياة السياسية في البلاد.
ولهذه الصيغة عدد من المزايا الأخرى، أولها أنها تحل مشكلة العزلة النسبية بين أيمن نور كشخصية سياسية بارزة من ناحية، وبقية المجتمع السياسي من ناحية أخري، ولا أعرف أسباب ولا جذور هذه العزلة، ولكنها بدت لي عجيبة، لأن أيمن نور أثبت نفسه كصانع لحركة جماهيرية أو كسياسي جماهيري لا يمكن الاستهانة بما يمثله، وكانت هناك دائمًا فجوة كبيرة بين الثقة التي أولتها الأجيال الشابة لأيمن نور وتشكك المجتمع السياسي في القاهرة فيه. لا يبدو من سبب الآن لاستمرار هذه العزلة المتبادلة، فأيمن نور لن يكتسب شرعية حقة إلا من خلال قبوله من جانب المجتمع السياسي خارج حزب الغد، والمجتمع السياسي يخسر كثيرًا إن استمر غير مهتم بإدماج شخصية ذات جاذبية جماهيرية كبيرة مثل أيمن نور. ومع اطراد ممارسة العمل الجبهوي ربما يكتشف أيمن نور نفسه، أو يكتشف أطراف الحركة الليبرالية المصرية، صيغة عملية للتوحد تتغلب على المشاحنات والاعتبارات الشخصية والسباقات المحمومة حول الزعامة، فلا توجد طريقة مُثلي لحل هذه المشكلة إلا في الممارسة. ربما يتعلم الجميع التواضع، وربما يمنحون القيادة لمستحقيها، وربما يتدرب كثيرون على وظائف القيادة وتقاليدها.
اعتبار ثالث بالغ الأهمية، وهو جيل أيمن نور، فاعتقادي أن هذا الجيل هو الأكثر تأهيلًا في الوقت الحالي لقيادة البلد. وفي كل حزب أو منتدى أو موقع سياسي أو جماهيري يكاد ينحصر دور الأجيال الأكبر في التحضير لانتقال القيادة لهذا الجيل، هو بالفعل جيل كفاحي كما أثبت أيمن نور وإبراهيم عيسي وخالد البلشي وغيرهم كثيرون في الصحافة والإعلام والسياسة.
والحقيقة أني تأثرت بعمق بمشهد نوابغ هذا الجيل يحيطون بأيمن نور في بيته بعد خروجه من الحبس مباشرةً، وكان من المنطقي استنتاج أن هذا هو وقته، وهذه هي فرصته وأن على البلد أن يراهن على هذا الجيل.
Share this Post