دعا مبعوثا الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي الى السودان يوم الثلاثاء الى عقد قمة دولية بشأن الصراع المستمر منذ خمسة اعوام في دارفور للضغط على السودان وجماعات التمرد لانهاء العنف واسئتناف محادثات السلام المتعثرة.
وفي تقرير قاتم عن الوضع في دارفور رفعه الى مجلس الامن الدولي قال مبعوث الامم المتحدة الخاص يان الياسون ان هناك “مبررات لشكوك جدية في استعداد الاطراف للجلوس الى مائدة المفاوضات وتقديم التنازلات الضرورية للسلام.”
وقال الياسون ونظيره في الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم ان المنظمات الدولية واعضاء مجلس الامن الخمسة عشر وغيرهم من الدول الاعضاء في الامم المتحدة يجب ان يضغطوا على الحكومة والمتمردين لانهاء الاعمال العدائية وصنع السلام.
واضافا أن “اجتماعا دوليا رفيع المستوى” يضم السودان ودول مجلس الامن والقوى الكبرى الاخرى والدول الافريقية بالاضافة الى المتمردين ربما يساعد في اجبار الخرطوم والمتمردين على صنع السلام.
وأبلغ سالم المجلس “لان هناك حاجة لتوجه جديد في التعامل مع هذه الازمة فان مثل هذا الاجتماع سيوفر فرصة فريدة للتأمل والتفكير والعمل.”
وقال الياسون ان القمة ستتيح فرصة للدول لكي تستغل نفوذها و” النفوذ الثنائي” للضغط على الخرطوم والمتمردين لاستئناف محادثات السلام.
وطالب ناشطو حقوق الانسان الصين باستغلال نفوذها الكبير للضغط على الخرطوم لازالة العقبات امام نشر كامل لقوة حفظ سلام من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمعروفة باسم يوناميد في دارفور. ولم ينشر حتى الآن سوى تسعة آلاف من 26 ألفا من الجنود وعناصر الشرطة التابعين ليوناميد المزمع نشرهم على الارض في الاقليم الواقع في غرب السودان.
وأوضح سالم ان المفاوضات بين الخرطوم والمتمردين متوقفة.
وقال “العملية السياسية وصلت الى طريق مسدود…هناك حاجة الى اعادة التفكير في استراتيجية للسير قدما.”
وفي تقرير جديد عن يوناميد قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الهجوم الذي شنه متمردو حركة العدل والمساواة الشهر الماضي على ام درمان احدى ضواحي الخرطوم هو “تذكرة قوية بأن السلام في دارفور لا يزال صعب المنال.”
واضاف بان في تقريره الي مجلس الامن “هجوم حركة العدل والمساواة على ام درمان والقتال المتواصل بين جماعات التمرد والحكومة والقوات المتحالفة معها يوضح ان الاطراف ليست مستعدة لمحادثات جادة.”
وتحجم الحكومة منذ ذلك الهجوم عن التحدث الى حركة العدل والمساواة التي تقول الخرطوم انها مدعومة من تشاد.
ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وفر 2.5 مليون من ديارهم بسبب الحرب في دارفور. وتقول الخرطوم ان القتلى لا يزيد عددهم عن عشرة الاف.
ووضع الياسون وسالم قائمة تتضمن عدة اشياء يتعين ان تحدث للتوصل الى اتفاق سلام في دارفور. وأول هذه الاشياء هو ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الذي ابرم عام 2005 بين شمال وجنوب السودان والذي أنهى عقدين من الحرب الاهلية بما يمكن الحكومة السودانية من اظهار انها شريك جدير بالثقة.
وقالا ان الشيء الثاني هو ان السودان وتشاد بحاجة الى تطبيع العلاقات وانهاء العنف المتصاعد بينهما. ويتبادل البلدان الاتهامات بدعم جماعات التمرد التي تناويء حكومة الدولة الاخرى.
ويتعين في النهاية استئناف محادثات السلام ونشر كامل لقوات يوناميد. وتحمل الدول الغربية الخرطوم مسؤولية بطء وتيرة عملية النشر ويتهمونها بانتقاء الجنسيات المشاركة في القوة ومنع اشراك القوات غير الافريقية.
لكن مسؤولي الامم المتحدة يشتكون من ان الدول المساهمة بالقوات تقاعست عن توفير العتاد اللازم مثل طائرات الهليكوبتر التي تحتاج اليها يوناميد للتنقل عبر دارفور وهو اقليم في حجم فرنسا تقريبا.
وحذر سالم المجلس من انه حتى مع نشر جميع قوات يوناميد في دارفور فانها لن تجلب الهدوء الي غرب السودان اذا لم تكن الحكومة والمتمردون راغبين في السلام
Share this Post