في ظل تنامي أهمية التدريب في مجال حقوق الإنسان كاستراتيجية فعالة للحد من انتهاكات حقوق الإنسان ولبناء مجتمعات حرة وديمقراطية، نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان دورة تدريبية للشباب من أعضاء الأحزاب السياسية في مصر حول قضايا حقوق الإنسان.
وقد استهدفت الدورة التدريبية التي استمرت على مدار ثمانية أيام في الفترة من 23 إلى 30 يوليو 2007، تعريف شباب النشطاء السياسيين بالمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وأحدث التطورات المحلية والدولية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان. وتضمنت الدورة التدريبية سلسلة من الندوات، والجلسات التدريبية، والنشاطات المتعلقة بموضوعات محددة مثل العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والاتفاقية الخاصة بالقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ووضعية حقوق المرأة في مصر، واتفاقية مناهضة التعذيب والأشكال الأخرى للمعاملة القاسية، أو غير الإنسانية أو الحاطة للكرامة أو العقاب، وموقف التعذيب داخل السجون المصرية والمراكز الأمنية. ومن بين الموضوعات الأخرى التي تناولتها الدورة التدريبية التعديلات الدستورية في مصر، وقانون مكافحة الإرهاب، ودور الشباب في التحول الديمقراطي، والحركات الاجتماعية الجديدة في مصر. كما تم تنظيم ورش عمل في نطاق الدورة التدريبية لتطوير مهارات المشاركين فيما يتعلق بالقيادة، والنشاط الالكتروني، والدفاع، وبناء التحالفات.
وعلى مدار الأيام الثماني للدورة التدريبية، اجتمع 40 مشارك من الشباب المنتمين إلى أحزاب وحركات سياسية مختلفة في مصر لمشاركة الخبرات، والأفكار، والآمال الخاصة بمستقبل بلادهم. وقد اتضحت أوجه التباين والاختلاف بين أفكارهم في مناقشاتهم، ولكن النجاح الحقيقي تمثل في أنه على الرغم من التباين الواضح في آرائهم بشأن قضايا بعينها، فقد تمكنوا من مناقشة تلك القضايا، والاستماع إلى بعضهم البعض. وقد فوجئ الكثير من المشاركين من أن أحزابهم السياسية تتبنى عدة مواقف مشتركة في رؤيتها وبرامجها السياسية. وقد اتضح الفرق بين اعتقادهم في أهمية احترام حقوق الإنسان وفهمهم لطبيعة حقوق الإنسان قبل الدورة التدريبية وبعدها في العروض الأخيرة التي قدموها، عندما قاموا – بشكل فردي – بتقديم ما يمكنهم الإسهام به لتعزيز احترام حقوق الإنسان.
وقد أبرزت تلك العروض التي لخصت أهم ما جاء في الدورة التدريبية المكثفة على مدار ثمانية أيام إدراكاً أساسياً: أنه مهما كان الاختلاف الأيديولوجي والسياسي بين المشاركين، فإن السبب الرئيسي وراء إيمانهم بالأحزاب التي ينتمون إليها يتمثل في رغبتهم القوية في المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أفضل لبلادهم. لذا، لم تساهم الدورة التدريبية تشكيل تلك الرغبة، بل عملت على تحديد الأولويات وفهم الأدوات اللازمة لعملية التحول الديمقراطي.
Share this Post