المنظمات الحقوقية تتضامن مع المضربين وتحمل الجهات المختصة المسئولية عن سلامتهم
رفضًا للحكم المجحف والقاسي الصادر بحقهم، أعلن 47 شابًا من المحتجزين على خلفية القضية رقم (11905، 6768) لسنة 2016م جنح العجوزة والدقي على الترتيب، إضرابهم الكلي المفتوح عن الطعام، أملًا في إعادة النظر في الأحكام الصادرة بحقهم بالحبس خمس سنوات مع النفاذ، وغرامة 100ألف جنيه، على خلفية مشاركتهم في تظاهرات سلمية في الخامس والعشرين من أبريل الماضي؛ احتجاجًا على اتفاقية ترسيم الحدود المائية بين مصر والسعودية. وهي العقوبة القصوى بالحبس والغرامة طبقًا للمواد (1،4،7،19،22) من قانون التظاهر الجائر غير الدستوري.
وتُحمِّل المنظمات الموقعة أدناه الجهات المختصة المسئولية كاملة عن سلامة هؤلاء الشباب البدنية، وتطالب باتباع الإجراءات القانونية حيال إضرابهم، بدايةً من إثبات إضرابهم عن الطعام في محضر رسمي منذ تاريخ إعلانهم، مرورًا بتسجيل القياسات الطبية اللازمة لهم في مواعيدها. كما تطالب المنظمات المجلس القومي لحقوق الإنسان ونقابة الأطباء بالزيارة العاجلة للمحتجزين والاطمئنان على حالتهم الصحية وأوضاع وظروف أماكن احتجازهم، وملائمتها لسير الإضراب.
قرر المحتجزون –بحسب بيان صادر عنهم– الإضراب التصاعدي عن الطعام، بدايةً من العاشرة مساء الأربعاء 18 مايو الجاري، بعشرة أفراد، من إجمالي 47 شخصًا من المنتظر دخولهم الإضراب لاحقًا على نحو تصاعدي، في محاولة لتوصيل رسالة للسلطة السياسية مفادها أن غياب العدالة واحترام الدستور عن أي دولة لا يعني سوى مزيد من الفوضى والانفلات، وأن فقدان الثقة في منصات القضاء وغرف النيابة العامة يدفع بمنظومة العدالة لنفق مظلم، على نحو سيدفع ثمنه المجتمع بأكمله.
يُذكر أن هؤلاء الشباب أُلقي القبض عليهم –عشوائيًا– من محيط منطقتي الدقي وأرض اللواء وتعرضوا لمحاكمة هي الأسرع مؤخرًا، حيث صدر الحكم ضدهم في الجلسة الثانية للقضية، ومباشرةً عقب انتهاء مرافعات المحامين التي استمرت لساعات طويلة، وبناءً على محاضر تحريات ملفقة في أغلبها، ودون وجود أية أحراز، وفي النهاية تمت إدانتهم بتهمة الاشتراك في مظاهرة ومعاقبتهم بأقصى عقوبة مقررة لها.
وفي هذا السياق يؤكد الموقعون أن استمرار الزج بالشباب في السجون على خلفية قانون التظاهر، وبأحكام قاسية، يعكس الإرادة السياسية في توظيف القانون للتنكيل بمزيد من المعارضين، بهدف تكميم الأفواه، وتجريم حقوق أصيلة بنص الدستور، على رأسها الحق في حرية التعبير عن الرأي، والحق في التجمع السلمي، ويؤكد الانتهاك المتعمد المستمر للدستور الذي خالفه قانون “تجريم” الحق في التظاهر بكل فجاجة.
إن المنظمات الموقعة أدناه تطالب بالإفراج الفوري عن كافة المحتجزين مؤخرًا على خلفية التظاهرات المناهضة لقضية جزيرتي “تيران وصنافير”، سواءً الصادر بحقهم أحكام، أو من هم رهن التحقيق أو الحبس الاحتياطي، لاسيما المقرر البت في جلسات الاستئناف الخاصة بهم خلال هذا الأسبوع. كما تجدد مطلبها بأن يشمل الإفراج كافة المحتجزين على خلفية قانون التظاهر منذ إقراره في نهاية 2013 وحتى اليوم. وتشدد على حق هؤلاء الشباب في محاكمات عادلة، غير مسيسة، في إطار إعلاء نصوص الدستور واحترام الاتفاقات والمواثيق الدولية –التي وقعت عليها مصر وأصبح لها قوة القانون– المتعلقة بالحق في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي.
ويشدد الموقعون على ضرورة نقل جلسة استئناف محكومي قضيتي الدقي والعجوزة إلى مقر محاكمة علني، على نحو يُمكِّن ذويهم ووسائل الإعلام المختلفة من الحضور، لضمان شفافية المحاكمة –كضمانة أساسية للمحاكمات العادلة– والتزامًا بالقانون والدستور، خاصةً وأن بقية القضايا المنظورة على خلفية الأحداث نفسها يتم نقلها لمقار محاكم علنية، ومن ثم فلا مبرر لاستثناء هؤلاء الشباب، إلا كنوع من التنكيل والتعسف بحقهم. وهو ما يستدعي وقف انتقال هيئة المحكمة لمباشرة جلساتها بمكان احتجاز الشباب بمعسكر الكيلو 10.5 بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
الإضراب عن الطعام حق كفله الدستور والقانون مثلما كفل التظاهر السلمي، لذا تحذّر المنظمات الموقعة من أية محاولات أمنية لتقويض الإضراب أو كسره أو محاصرته بأي من الوسائل أيًا كانت. وتؤكد أن الحرية حق شخصي أصيل يستدعي من كل شخص بذل كل ما يمتلك من أجل الحفاظ عليه وحمايته.
المنظمات الموقعة:
- مؤسسة حرية الفكر والتعبير
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان والقانون
- الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية
- الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- مركز الأرض لحقوق الإنسان
- المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب
- مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
- مركز حابي للحقوق البيئية
- مركز هشام مبارك للقانون
- المنظمة العربية للإصلاح الجنائي
- المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة
- مؤسسة قضايا المرأة المصرية
- نظرة للدراسات النسوية
Share this Post