نظَّم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في الفترة من 10 حتى 30 يوليو 2006، فعاليات الدورة التدريبية السنوية الثالثة عشر على حقوق الإنسان، لطلاب الجامعات المصرية و العربية، وعقدت الدورة بمقر جمعية الصعيد للتربية والتنمية في مدينة القاهرة.شارك في فعاليات الدورة التدريبية 80 طالبًا وطالبة من عدد من الجامعات المصرية والعربية بكلياتها المختلفة،فضلا عن عدد من الميسرين/ات يبلغ عددهم 8 ميسرين/ات. وقد تم اختيار “نحو تفعيل دور الشباب في عملية التحول الديمقراطي” كعنوان لهذه الدورة، والتي حاولت فعاليات هذه الدورة أن تناقش و تحلل أبعاد هذا العنوان.
اشتمل برنامج الدورة التدريبية على مجموعة متنوعة من المحاضرات و جلسات التدريب و مائدة مستديرة و 7 مجموعات عمل إلى جانب عدد من الزيارات الميدانية إلى المؤسسات والمراكز العاملة بمجال حقوق الإنسان في مصر. قام بتقديم المحاضرات مجموعة من المفكرين وأساتذة الجامعات والمختصين في قضايا حقوق الإنسان، روعي في اختيارهم التمثيل الحي للرؤى السياسية والثقافية المختلفة. فضلا عن عدد من الخبراء في مجال حقوق الإنسان والتنمية. كما شارك الطلاب أنفسهم في تنظيم وإدارة مجموعات العمل طيلة أيام الدورة التدريبية، والتى تتعرض بدورها لمناقشة أهم القضايا الملحة على الساحة العربية، كقضية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي، وحقوق المرأة، ودعاوى العالمية والخصوصية، وقضية التعذيب، وحقوق اللاجئين.
هذا و قد امتدت فعاليات الدورة الطلابية لمدة 18 يوم، وقد اشتملت هذه الفعاليات علي مجموعة من المحاضرات التى ركزت علي تقديم مجموعة من المعارف حول المواثيق الدولية و الإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان، وبالأخص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و اتفاقية مناهضة التعذيب و الإعلان الخاص بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد، وإعلان بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية. كما كان من المفيد للمتدربين طرح الميثاق العربي لحقوق الإنسان: النسخة الأحدث و كذلك الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، وقواعد إجراءات اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.كما ركزت هذه المحاضرات أيضا علي قضايا العنصرية و التمييز كمصادر تهديد لمنظومة القانون الدولي لحقوق الإنسان، وعلي القانون الدولي الإنساني:اتفاقيات جنيف الأربع ودور اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأخيرا المحكمة الجنائية الدولية و الموقف العربي منها.
كما غطت فعاليات الدورة مجموعة من القضايا التى تمثل قضايا نقاش عام في المجتمع، و في هذا تناولت بعض المحاضرات الأبعاد المختلفة لمبدأ المواطنة و المعوقات السياسية و الإجتماعية من أجل إقرار هذا المبدأ. خصوصا و أن أحداث الإسكندرية قد قدمت هى و غيرها انتكاسة كبيرة لتطبيقات ما يسمى بالوحدة الوطنية.كما تناولت هذه المحاضرات وضعية حقوق الإنسان في مصر ، دور القضاء المصري في حماية الحقوق و الحريات ، قضايا الحريات الأكاديمية و الإتحادات الطلابية ، و كذلك قضايا دور الفنان في المجتمع و تجربة كتابة رواية ” عمارة يعقوبيان” و القضايا التي أثارتها.
من ناحية أخري فقد اشتملت الدورة الطلابية على مجموعة من الورش و الجلسات التدريبية و ذلك بهدف تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان ،حيث تدرب الطلاب علي كيفية استخدام عدد من الإتفاقيات الدولية، فمثلا تم عقد جلسة تدريبية حول العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية، و اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الطفل. كما تناولت الجلسات التدريبية قضايا اشتغال المرأة بالعمل العام و المعوقات التى تقف أمام المرأة، وكيفية تذليل هذه المعوقات ، كما تدرب الطلاب على الحق في سلامة الجسد ، و معرفة أنماط و أشكال التعذيب و كيفية مقاومته إلى جانب العمل علي مساعدة ضحايا التعذيب من الناحية النفسية. في سياق آخر اهتمت الدورة بعرض مجموعة من الأفلام التسجيلية عن العنف ضد المراة ، كذلك تم عرض الفيلم التسجيلي “6 بنات” ، و فيلم مصور عن أحداث الكشح، كما تم عرض أفلام أخري عربية مثل “بحب السيما” ، و أفلام أمريكية مثل سيريانا و فهرنهايت 11/سبتمبر. كما تجدر الإشارة إلي فعالية أخري في هذه الدورة، وهى المتعلقة بالزيارات الميدانية ، حيث تم تنظيم جولة ميدانية قام فيها المشاركون/ ات بزيارة مجموعة من المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان ، و قد تم اختيار ثلاث منظمات نوعية تعمل في قضايا مختلفة ، فتم زيارة مركز لقضايا المرأة ( هو المركز المصري لحقوق المرأة)، و مركز يعمل بالدفاع عن السجناء (مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء)، و مركز بحثي (مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان).الفاعلية الأخيرة فى هذه الدورة كانت في النشاط المتعلق بأركان النقاش ، و هى عبارة عن مجموعات عمل مصغرة ، يتم فيها تقسيم المشاركين في الدورة علي مجموعات ، و تتم الإدارة من خلال ميسر مؤهل علي إدارة النقاش و علي تسهيل تدفق المعلومات ، و يتم في كل مجموعة إدارة الفعاليات التالية :
1- مقال للمناقشة(15-20دقيقة): حيث تم توزيع مجموعة من المقالات المختلفة و المتنوعة علي المشاركين و يتم النقاش حوله من خلال طرح مجموعة من الأسئلة مثل:ماذا تعرف عن الكاتب؟ ماذا تعرف عن الصحيفة؟ ماذا تعرف عن القضية التي يناقشها؟ ما هي المعلومات الجديدة التي تم تناولها في المقال؟ ما هي القضية الرئيسية في المقال؟ ما هي القضايا الفرعية؟ ما هو موقف الكاتب من القضية الرئيسية ، القضية الفرعية؟ ما هي مواقفكم تجاه هذه القضية؟. و فائدة هذا النشاط هي محاولة كسر الجليد بين المشاركين عن طريق تداول الآراء، كذلك متابعة النقاشات العامة في المجتمع فيما يتعلق بأكبر قدر من القضايا.
2-التدريبات العملية : وهي مجموعة من التدريبات الخاصة بدليل التدريب “اتجاهات” و قد تم استخدام بعض هذه التدريبات في بعض الأركان.
3-قضية أو موضوع الركن : هي الفاعلية الرئيسية في أركان النقاش و فيها يتم النقاش و التحاور علي مجموعة من القضايا المحددة سلفا، و فى هذا الإطار تم التركيز على (6) موضوعات رئيسية هى حقوق المرأة، العالمية والخصوصية، المواطنة، استقلال الجامعة، حرية الرأي والتعبير، الإصلاح السياسي والدستوري.
و في نهاية الأركان تم استعراض مختلف النقاشات حول قضايا الأركان. و تم أيضا استعراض للمبادرات التى تمت صياغتها في كل ركن ، فمثلا في ركن استقلال الجامعة قدَّم الطلاب ورقة مفصلة عن المرتكزات الأساسية لحرية العمل الطلابي داخل الجامعة، والتى تمثلت في ثلاث مرتكزات من وجهة نظر الطلاب و هى توفير جميع الضمانات للتعبير الديمقراطي للطالب داخل الجامعة، عن طريق عدم التضييق على المشاركة الطلابية فى العمل داخل الجامعة. أما المرتكز الثانى فهو عدم التضييق على حرية الرأي و التعبير بكافة صورها.و المرتكز الثالث هو عدم تدخل الأجهزة الأمنية في شئون الجامعة. و فى ركن المواطنة قام الطلاب بتصميم مشروع قانون خاص بتنظيم موحد لإنشاء و ترميم دور العبادة، حيث اشتمل مشروع هذا القانون على تبنى مرجعية القانون الدولى لحقوق الإنسان فيما يتعلق بإقامة الشعائر دونما تمييز علي أساس الدين أو المعتقد. و قد تم تنظيم إجراءات التقاضى حول أعمال البناء و الترميم لجهة قضائية مستقلة و ليس إلى السلطة التنفيذية. أما في ركن الإصلاح السياسي و الدستوري فقد قام الطلاب باقتراح مبادرة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور المصري ، حيث قدم الطلاب إقتراح بربط المادتين معا، وقصر مدد انتخاب الرئيس على مدتين فقط.
Share this Post