كشفت مصادر رسمية سودانية، أمس، تفاصيل جديدة عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الرئيس عمر البشير الى الغياب عن القمة الافريقية التي تنهي أعمالها اليوم في العاصمة الغانية اكرا، موضحة أن غيابه جاء احتجاجاً على «مواقف متشددة» اتخذتها الدولة المضيفة ضد السودان، وكذلك غضبه لحرمانه من رئاسة القمة في الدورتين السابقتين بسبب أزمة دارفور.
وأبلغت مصادر رسمية مجموعة من الصحافيين في الخرطوم أمس ان غياب البشير «رد عملي» على غانا التي تبنت أخيراً مشروع قرار دولي يدعو إلى فرض عقوبات على السودان، وكذلك تسويق رئيسها جون كافور لنشر قوات دولية في دارفور وسعيه إلى طرح الأمر من جديد على القمة الحالية.
واعتبرت المصادر ان غانا ظلّت دائماً تتخذ «مواقف متشددة» حيال السودان في مجلس الأمن، مشيرة تحديداً إلى تبنيها مشروع العقوبات الأميركية تجاه السودان ونشر القوات الدولية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى سبب آخر أدى إلى غياب الرئيس السوداني عن القمة وهو شعوره بالخذلان من مواقف الاتحاد الأفريقي حيال ترشحه لرئاسة القمة في دورتي الخرطوم وأديس أبابا السابقتين، متوقعاً صدور قرار من القمة يدعم نشر قوات مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار في هذا الشأن خلافاً لما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا بأن تكون القوات افريقية والدعم اللوجستي من الأمم المتحدة.
غير ان الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق استبعد أن تجنح القمة في اتجاه ذلك، وقال ان ما تردد في هذا الصدد مقصود منه القوات «الهجين» التي جرى الاتفاق حولها في أديس أبابا أخيراً وليس قوات من خارج افريقيا. وأضاف: «قد يكون هناك خطأ غير مقصود خاصة ان حديث رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري كان عن قوات افريقية وليس دولية»، موضحاً ان لفظ «قوات دولية» طغى في الإعلام الغربي لذلك قد يكون نقل عبارة كوناري عبر الإعلام العالمي غير دقيق.
الى ذلك، يتوقع أن يشهد ملف الحوار بين الحكومة ومتمردي دارفور خلال الأيام القليلة المقبلة تطورات جديدة بانخراط «حركة العدل والمساواة» في مفاوضات منفصلة مع الخرطوم لانهاء حال التوتر في الإقليم. وعلم ان الحكومة السودانية تحفظت عن اقتراح ليبي بعقد لقاء يجمع الرئيس عمر البشير مع رئيس «حركة العدل والمساواة» الدكتور خليل ابراهيم. وذكرت تقارير أمس ان ترتيبات جارية لعقد لقاء استكشافي يجمع خليل ابراهيم ووفد حكومي رفيع بقيادة مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع في احدى العواصم ذات العلاقة المباشرة بملف دارفور.
وكشف مسؤول حكومي ان الرئاسة السودانية تحفظت عن اقتراح طرحته عليها القيادة الليبية يهدف الى عقد لقاء مباشر بين البشير وخليل ابراهيم، وأكد اتصالات أجراها مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أخيراً مع قيادات «حركة العدل والمساواة» في العاصمة الليبية شملت الأمين العام للحركة بحر أبو قردة ومساعده خليل أحمد تقد لسان.
وفي جنيف (أ ف ب)، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس انه تم احراز تقدم «بطيء لكن مؤكد» في اتجاه احلال السلام في اقليم دارفور منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. وأضاف ان الرئيس عمر البشير «اظهر أخيراً مؤشرات مرونة» حول مسألة دارفور بعدما رفض لفترة طويلة اي تدخل خارجي.
Share this Post