حثت مجموعة من السياسيين المحنكين شكلها نيلسون مانديلا المجتمع الدولي يوم الثلاثاء على توفير المعدات اللازمة للسماح بنشر قوة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور في غرب السودان.
وأضاف السياسيون أن على الشركاء في الحكومة الائتلافية السودانية من الشمال والجنوب القبول بوساطة دولية لانهاء الازمة القائمة منذ شهرين والتي تهدد بتمزيق أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة.
وقال التقرير الصادر عن الجماعة المسماة بالحكماء بشأن البعثة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي التي يعتزم ارسالها للمنطقة “الدارفوريون يتطلعون لوصول القوة وهم في بعض الحالات في امس الحاجة اليها… توقعاتهم عالية بشكل خطير… نحتاج للقوة المشتركة في دارفور بمعدات ودعم كافيين. نحتاجها الان.”
وشكل رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا وزوجته جراسا ماتشيل مجموعة الحكماء المكونة من 13 رجلا وامرأة في وقت سابق من هذا العام.
وشكك جان ماري جيهينو مسؤول عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة في نشر البعثة بسبب القيود التي يفرضها السودان على تحركاتها ورفضه قبول قوات غير افريقية.
ولم توفر أيضا الدول الغربية معدات ضرورية مثل طائرات الهليكوبتر الهجومية والمخصصة للنقل التي تحتاجها القوات.
وقال التقرير “نحثكم على مطالبة حكوماتكم بزيادة تعهداتها لتقديم القوات والتمويل والمعدات… نحث حكومة الخرطوم على تسهيل دخولهم.”
وأول زيارة قامت مجموعة الحكماء كانت لدارفور. ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وشرد 2.5 مليون من ديارهم في المنطقة الغربية الشاسعة.
وادرك الحكماء الذين شاركوا في الزيارة وهم ماتشيل واسقف جنوب افريقيا ديزموند توتو والرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر ومبعوث الامم المتحدة السابق الاخضر الابراهيمي أن مصير دارفور مرتبط بالازمات السياسية الاخرى في السودان.
وانهى اتفاق سلام بين الشمال والجنوب ابرم في يناير كانون الثاني من عام 2005 اطول حرب اهلية في القارة الافريقية ومهد الطريق لاقتسام السلطة والثروة والتحول الديمقراطي في السودان.
لكن خلافات حول تنفيذ بنود من الاتفاق ادت لانسحاب متمردي الجنوب السابقين من حكومة الائتلاف الوطنية وهو اخطر تحد يواجه السلام في السودان في السنوات الاخيرة.
وقال الحكماء “نجاح اتفاق السلام الشامل (في الجنوب) هو حلم دارفور وفشله هو كابوس دارفور… الامر له أهمية قصوى بالنسبة لازمة دارفور ومحوري للسلام والامن في السودان.”
وقال الحكماء ان الافتقار الى الثقة بين الاعداء السابقين كبير الى درجة حاجتهم لوساطة خارجية لحل النزاعات حول وضع منطقة ابيي الغنية بالنفط وترسيم الحدود وسحب قوات الشمال من حقول النفط الجنوبية.
وأضاف التقرير “الافتقار الى الثقة بين الجانبين يضعف القدرة على التوصل لحلول وسط. كل طرف يحمل الاخر مسؤولية التأخيرات والعقبات.”
Share this Post