يعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن بالغ أسفه وادانته للعمل الإجرامي الذي ارتكبته قوات الأمن المصرية تجاه المعتصمين السودانيين صباح أمس والذي تسبب في مقتل نحو 25 وإصابة عشرات من ضمنهم أطفال ونساء .ويطالب السلطات المصرية بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في ماحدث ومحاسبة المسئوليين وتقديمهم للعدالة. واستجلاء مصير نحو 3000 لاجئ تم نقلهم بشكل جماعي إلى عدد من المعسكرات في أطراف القاهرة.
يذكر أن الاعتصام قد بدء في أواخر شهر سبتمبر المنصرم بحديقة مصطفى محمود أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحي المهندسين في القاهرة , احتجاجا علي قرار مكتب المفوضية الصادر في يونيو 2004 , بوقف إجراء مقابلات تحديد وضع اللجوء للسودانيين و وقف المساعدات التي كانت تمنح لهم من قبل المفوضية . حيث كان المعتصمون يطالبون بإلغاء هذا القرار وإعادة توطينهم في إحدى دول إعادة التوطين. واستمرت المفاوضات بين لجنة المعتصمين ومكتب المفوضية خلال تلك الفترة , إلا أنها لم تثمر عن اتفاق مرضي للطرفين .
وفي صباح يوم الجمعة 30 ديسمبر قامت وزارة الداخلية بحشد الآلاف من قوات مكافحة الشغب، و تطويق المعتصمين , ومطالبتهم بفض الاعتصام وركوب الحافلات التي أعدت لترحيلهم من مكان الاعتصام . حيث رفض اللاجئون الانصياع لأوامر أفراد الداخلية المصرية وحينها قامت قوات الشرطة بمحاولة فض الاعتصام بالقوة عن طريق استخدام مدافع المياه و العصي , الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة أسفرت عن هذه المأساة الإنسانية.
وفي هذا الإطار يدعو مركز القاهرة الحكومة المصرية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين بإيجاد حل عادل لهؤلاء السودانيين يراعي ظروفهم الانسانية والاجتماعية الصعبة. والتحرك السريع لدرء آثار هذه الكارثة الإنسانية , و طبقاً لمصادر ميدانية فإن الشرطة المصرية قامت بترحيل المعتصمين والذين يصل عددهم إلى حوالي 3000 لاجئ سوداني إلى معسكرات متفرقة في أطراف القاهرة . و مازال الغموض يكتنف مصير هؤلاء اللاجئين.
Share this Post