وزعت وزارة الخارجية في وقت متأخر من مساء أمس الأول بيانا للوزير أحمد أبوالغيط يرد فيه علي تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش في مؤتمر الديمقراطية والأمن في العاصمة التشيكية براغ، وخلا البيان من تفاصيل ما ذكره بوش عن مصر.
وكان بوش قد انتقد مصر وأعرب عن أسفه لسجن عدد من المعارضين في العالم لكن لم يذكر منهم بالاسم سوي أيمن نور رئيس حزب الغد المعتقل حاليا قائلا: «هناك كثير من المعارضين الذين لم يستطيعوا مشاركتنا لاعتقالهم غير العادل أو وضعهم قيد الإقامة الجبرية في منازلهم، وأتطلع لليوم الذي تضم فيه مؤتمرات مثل هذه أيمن نور من مصر».
وأكد بوش أن واشنطن ستستمر في الضغط علي أنظمة مصر والسعودية وباكستان حتي تطبق الإصلاح والديمقراطية وقال: نعرف إن هذا الضغط يثير القلق لكن علاقاتنا مع هذه الدول واسعة وعميقة بما يكفي لتحمل الضغط.
وقالت جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور: زوجي يمر بظروف صعبة وأتمني أن تتبلور بيانات وتصريحات بوش وغيره من الرؤساء أو الحكومات إلي مواقف عملية، مشيرة إلي أن كثيرا من التقارير الصحفية ذكرت مؤخرا أن هناك ضغوطا قام بها مسؤولون في الإدارة الأمريكية منهم نائب الرئيس ديك تشيني للإفراج عنه، وأكدت أن هذا الكلام غير صحيح ولا توجد ضغوط جدية.
وأضافت جميلة إسماعيل: أكثر ما أخشاه أن يؤثر خطاب بوش في مؤتمر الديمقراطية والأمن سلبيا علي موقف أيمن نور وفرص الإفراج عنه صحيا بقرار من القضاء مؤكدة أن قضيته ترتبط داخليا بما يقال عنه في الخارج وأن صحته لم تعد تتحمل.
ومن جانبه قال بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إن تصريح الرئيس بوش يأتي في جملة المتناقضات التي تحكم السياسة الأمريكية موضحا أن هناك انقساما داخليا سواء داخل الإدارة أو حتي داخل الحزب الديمقراطي المعارض حول المصالح الأمنية والسياسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومسألة المطالبة بالديمقراطية.
وأشار إلي أن تصريح بوش يعكس التخبط الذي تعاني منه إدارته والتي وصفت قبل شهرين التعديلات الدستورية الأخيرة التي تعزز الدولة البوليسية في مصر بأنها دفعة في طريق الإصلاح.
موضحا أنها تضطر أحيانا إلي مجاملة أنظمة عربية بعينها لتقوم بالدور المطلوب منها في فلسطين والعراق وإيران، وهذه الأنظمة هي التي تحمي وتحافظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأضاف بهي الدين حسن: إن الإدارة الأمريكية الحالية تتعرض أحيانا لانتقادات عنيفة وساخرة من وسائل الإعلام وتحاول التخفيف من حدة هذا الهجوم بالإدلاء بتصريحات قوية ضد حلفائها المستبدين تماما مثلما فعلت كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة لمصر.
وتوقع حسن أن يكون بوش قد تعمد ذكر أيمن نور بالاسم بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه الأخير وتعرضه للتنكيل والضرب في المحكمة وداخل السجن.
واستبعد أن يستمر الضغط الأمريكي حتي يتم الإفراج عن نور كما حدث مع الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون لسببين ،أولهما أن النظام المصري يصر علي تأديب أيمن نور ليس لشخصه ولكن ليكون نموذجا للمعارضة والحركات الاحتجاجية وكل من تسول له نفسه تحدي النظام بشكل شعبي كما فعل رئيس حزب الغد.
والسبب الثاني أن النظام يشعر الآن بأن الأمريكيين والأوروبيين يحتاجون إليه أكثر من حاجته إليهم نتيجة الصعود الإيراني وغرق واشنطن في مستنقع العراق وهذه القضايا ترجح موقف النظام المصري في لعبة المساومة والسمسرة السياسية.
*نقلاً عن المصري اليو
Share this Post