تنطلق بنقابة الصحفيين اليوم الجمعة أعمال أول مؤتمر للتمييز الديني في مصر بعنوان “مصريون في وطن واحد”، وسط مخاوف باستغلال المؤتمر للترويج لـ”اضطهاد الأقباط والأقليات الدينية خاصة البهائية” في البلاد.
وينظم المؤتمر جمعية “مصريون ضد التمييز الديني” التى تشكلت عام 2006 وتضم شخصيات دينية وسياسية عامة، وتعنى بالدفاع عن “حرية العقيدة وتعزيز الحرية والمساواة فى إطار الدولة المدنية دون النظر إلى العقائد التى هى علاقة بين الإنسان وربه فقط”.
ويناقش المؤتمر الذى يستمر يومين “مشكلة التمييز الدينى فى القانون والدستور المصرى” و”إشكالية زيادة العنف الطائفي فى السنوات الأخيرة وتعرض الأقباط لاعتداءات متعددة فى أكثر من منطقة” و”توغل الفكر الدينى فى مجال التعليم”. ويقدم المؤتمر “شهادات حية” لأشخاص قالوا إنهم تعرضوا للتمييز على أساس الدين.
وقال محمد منير مجاهد المتحدث باسم الجمعية للجزيرة نت “التمييز الديني ضد غير المسلمين بمصر وصل لدرجة لا تطاق واتخذ مظهرا عنيفا بالاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم”.
وأوضح أن الخطر أن هذه الأحداث لم ترتكبها جماعات “إرهابية” وإنما مواطنون عاديون تحت تأثير شحن منتظم ومتوال دفعهم إلى الاعتراض على حرية الآخرين في العبادة وأداء شعائرهم الدينية، على حد قوله.
وذكر أن هذا المؤتمر يوفر فرصة كي تتحد جهود المثقفين والكتاب والسياسيين الذين يؤمنون بالمساواة وبحرية الاعتقاد لكل المصريين وأن يتجمعوا لمناقشة هذه المسألة ويتبادلوا الرأي حول أفضل الطرق للقضاء على التمييز الديني في مصر.
لكن صحفيين وأعضاء بمجلس نقابة الصحفيين اعتبروا المؤتمر محاولة للإساءة إلى “الوحدة الوطنية وإظهار المجتمع وكأنه يعيش حربا طائفية”، وانتقد آخرون مشاركة قيادات بهائية بارزة بالمؤتمر، وتوقع تحول المؤتمر لمنبر لنشر الفكر البهائي.
وقدم جمال عبد الرحيم السكرتير العام المساعد للنقابة طلبا عاجلا إلى نقيب الصحفيين لمناقشة ما أسماه “اتخاذ نقابة الصحفيين منبرا لنشر الفكر البهائي”، وقال إن الجمعية قدمت طلبا للنقيب بتأجير إحدى قاعات النقابة لعقد المؤتمر، ووافق دون عرض الأمر على مجلس النقابة.
وقال “ستنتهز البهائية الفرصة لتتخذ من مقر نقابة الصحفيين منبرا للدعوة للفكر البهائي المنحرف والشاذ، خاصة أن الحركة البهائية منذ دخولها لمصر فشلت في الحصول على حكم قضائي للاعتراف بها”.
واعتبر عبد الرحيم أنه من العار أن تتحول النقابة إلى منبر للأفكار والاتجاهات المرفوضة من الشريعة الإسلامية، خاصة أن الدستور لا يعترف إلا بالديانات السماوية الثلاث، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأوضح أن من بين المشاركين بورقة في المؤتمر إحدى زعامات البهائيين وهي الدكتورة بسمة موسي الأستاذة في كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث ستلقي ورقة بعنوان “الفكر البهائي في مصر وما يتعرض له من مخاطر”.
ويتبنى بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان وأحد المشاركين بالمؤتمر رأيا مخالفا، ويرى أنها مخاوف غير مبررة “لأن البهائيين هم في النهاية مصريون من حقهم كغيرهم التعبير عن رأيهم علنيا وأن يناقشوا قضيتهم”.
وذهب إلى أنه يجب ألا يحرم من حق الاجتماع والمشاركة بالأنشطة العامة الذي هو مكفول للجميع أي شخص لمجرد اختلافه في العقيدة، وأكد حسن أن البهائيين هم مصريون مثل المسلمين والأقباط، “ولا أحد يستطيع إنكار ذلك”.
ورفض حسن كذلك الاتهامات بإساءة المؤتمر لسمعة البلاد عبر تركيزه على مسألة الصراع الطائفي، وقال “من قال بهذا لم يطلع على جدول أعمال المؤتمر، هذه مناقشة مفتوحة وشفافة لأزمة موجودة بالفعل في مصر وتزداد بسبب رفض الكثيرين مناقشتها علنيا، علينا أن نعترف بوجود تمييز ديني واضح في مصر”.
* نقلا عن الجزيرة نت
Share this Post