يزور الخرطوم خلال الأيام المقبلة، مسؤولون من الأمم المتحدة لإجراء مباحثات مع المسؤولين في الحكومة السودانية، حول تسريع إكمال عملية نشر القوات الهجين لحفظ السلام في دارفور، وتواجه العملية صعوبات لوجستية بالغة تتمثل في توفير طائرات ومعدات اتصال. وتفاءل مبعوثان آخران موجودان في السودان بمستقبل السلام في درفور، عقب جولتهما في الخرطوم ومدينة جوبا عاصمة الجنوب ودارفور، وتوقعا أن تكون الجولة المقبلة لسلام دارفور خلال ستة أسابيع، وأكدا ان نشر القوات الهجين في الإقليم المضطرب من شأنه أن يعطي الدفعة السياسية للعملية السلمية في دارفور.
وقالت مصادر مطلعة في العاصمة السودانية، إن مساعدة الأمين العام لإدارة الدعم الميداني بالمنظمة الدولية جين لوت ستجري اليوم ضمن جولة أفريقية تقوم بها تشمل تشاد والكنغو الديمقراطية مباحثات مع قيادة «الهجين» حول بعض المسائل الفنية الخاصة بالبعثة، وستلتقي مسؤولين بوزارة الخارجية، والجهات ذات الصلة بالملف ضمن جولة لها في المنطقة تشمل السودان وتشاد والكنغو الديمقراطية وعددا من الدول التي توجد فيها عمليات حفظ للسلام. من جهته كشف سفير السودان في الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم، في تصريحات أن جون ماري غوينهو سيصل الخرطوم خلال الأيام المقبلة، لبحث المسائل المتعلقة بسير العملية الهجين قبل التوجه إلى أديس أبابا لحضور الاجتماع الفني المقرر ان يجمع ممثلين للحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري.
من جانبه قال المتحدث باسم القوة المشتركة في دارفور نور الدين المازني، إن القوة المشتركة «الهجين» لا تزال تأمل في الحصول على عدد أكبر من القوات. واضاف «لقد أكد الجنرال مارتن لوثر أغواي قائد القوة المختلطة على إثر زيارته لمصر أخيرا، ان القوات المصرية ستبدأ في الوصول للإقليم بداية الشهر المقبل»، وقال «نحن نريد أن نحدث تغييرا في الميدان، ولذلك نحتاج لطائرات عامودية ومعدات نقل جوية وبرية»، وأضاف «هذه أمور أساسية في منطقة مترامية الأطراف كإقليم دارفور، وبالتالي فإن مزيدا من القوات ومعدات النقل الجوي والبري مهمة جدا».
وأنهى مبعوثا الأمم المتحدة ويان الياسون والاتحاد الأفريقي سالم أحمد سالم مهمة صعبة في اقليم دارفور استغرقت اربعة ايام، تتعلق بتسريع عقد الجولة الثانية من مفاوضات السلام في دارفور في مدينة سرت الليبية، ودخلا في مباحثات مكوكية مع المسؤولين في الحكومة، شملت حتى امس الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، ودينق ألور وزير الخارجية، ركزت حول جولة المفاوضات المقبلة. وفي تصريحات له قال سالم «لقد أطلعنا نافع على جهودنا لإشراك أكبر عدد من الحركات في المحادثات المقبلة، وانطباعتنا الإيجابية لزيارتنا لدارفور ولقاءاتنا بقادة عدد من الحركات المسلحة، وموافقة بعضها للمشاركة في المفوضات المقبلة»، قبل ان يعبر عن أمله في أن تبدأ المحادثات المقبلة بأسرع ما يمكن.
وفي مؤتمر صحافي قالا: «إن هنالك أسبابا تدعو للتفاؤل ولكن من دون مبالغة»، منها أن جميع قادة وممثلي الحركات الدارفورية قد أبدوا التزاما بالسعي لتحقيق السلام في دارفور ابتداء من حركة تحرير السودان جناح عبد الشافع إلى حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد وحركة العدل والمساواة جناح خليل إلى حكومة السودان والى الحركة الشعبية في جنوب السودان، وقال سالم إن الوقت الآن قد استوى واستقام للحركات أن تتخذ موقفا وتتحد، وتعد نفسها للجولة المقبلة، والتي قال إن الميسرين على استعداد لأن تسبقها جولة قبلية خلال ستة أسابيع لمزيد من التنسيق.
ورفض نافع مطالبة حركة الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بإبعاد كل الحركات الأخرى عدا حركة عبد الواحد عن المشاركة في المفاوضات، ليس منطقيا ولا معقولا. وكشف علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريحات صحافية، عن اتفاق كامل بين المبعوثين ووزير الخارجية، على أن هناك بعض العوامل التي ينبغي التعامل معها حتى يساهم ذلك في إنجاح المفاوضات السياسية، على رأسها التركيز على العلاقات السودانية الشادية على أساس أنها ركيزة أساسية. وقال الناطق ان سالم والياسون، اشارا إلى إمكانية عقد اجتماع آخر للحركات المسلحة في دارفور في مدينة أروشا التنزانية، لإحكام التنسيق بين الحركات المسلحة وخروجها برؤية تفاوضية واحدة في مقابلة وفد الحكومة.
ونسب في الخرطوم الى مصادر حكومية قولها، ان الحكومة التشادية استخرجت شهادات ميلاد مزورة لأطفال دارفور المختطفين من قبل المنظمة الفرنسية «آرش ـ دي ـ زوي»، وقالت رداً على حديث وزير الداخلية التشادي أحمد محمد باشر، الذي قال فيه «إن الأطفال المختطفين ليس بينهم سودانيون»، إن الأطفال من السودان، وقالت الجهات إن الحكومة التشادية تلاعبت باستخراج شهادات ميلاد للاطفال، لتزعم أنهم تشاديون، وأوضحت الجهات أن الدلائل تبيّن أنهم سودانيون
Share this Post