تدين المؤسسات الحقوقية الموقعة أدناه بأشد العبارات اقتحام قوة أمنية من مباحث المصنفات مقر موقع المنصة الصحفي، مساء الأربعاء 24 يونية الماضي، والقبض على رئيسة تحريره نورا يونس، وتطالب المنظمات بحفظ التحقيق مع نورا فورًا، وإسقاط التهم الموجهة إليها، والتحقيق في وقائع اقتحام الموقع وترويع العاملين فيه والقبض على رئيسة تحريره.
كما تطالب المنظمات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الصحفيين بتحمل مسئولياتهم تجاه حماية حرية الصحافة والعمل الصحفي، والتصدي لتدخلات جهات مثل مباحث المصنفات وأجهزة الأمن في عمل المواقع الصحفية، داعية المجلس إلى سرعة إصدار التراخيص اللازمة للمواقع الصحفية التي تقدمت بطلبات الترخيص، وسددت الرسوم المقررة قانونًا، ومن بينها موقع المنصة.
كانت نيابة المعادي الجزئية قد قررت مساء الخميس 25 يونية، إخلاء سبيل الصحفية ورئيس تحرير موقع المنصة، نورا يونس، بكفالة عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات في المحضر رقم 9455 لسنة 2020 جنح المعادي، وذلك على خلفية اتهامها بإنشاء حساب على الشبكة المعلوماتية يهدف إلى ارتكاب وتسهيل ارتكاب جريمة معاقب عليها قانونًا، وحيازة برامج مصممة ومطورة بدون تصريح من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والاعتداء على حق مالي وأدبي لصاحب الحق في المصنف والانتفاع دون وجه حق عن طريق شبكة النظام المعلوماتي أو إحدى وسائل تقنية المعلومات وخدمة الاتصالات وخدمة من خدماته المسموعة والمرئية.
وتُشير الاتهامات التي وجهتها النيابة إلى نورا يونس باعتبارها المسئول الفعلي عن إدارة موقع المنصة إلى تعدد القوانين والجهات التي يمكن من خلالها ممارسة الانتهاكات والتضييق على عمل المواقع الصحفية المستقلة في مصر، حيث أن الاتهامات على الأرجح استندت إلى نصوص المواد (13، 22، 27) من القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وكذلك المادة (181) من القانون رقم 82 لسنة 2002 الخاص بحماية حقوق الملكية الفكرية. بينما لم توجه النيابة إلى نورا يونس أية اتهامات وفقًا لقانون تنظيم الصحافة والإعلام أو القانون المنظم لعمل المجلس الأعلى للإعلام ولائحته التنفيذية. ووفقًا لنصوص تلك المواد المذكورة، يمكن معاقبة رئيس تحرير الموقع بعقوبات تتراوح بين الغرامة التي تصل (في حدها الأقصى) إلى 500 ألف جنيه أو الحبس مدة لا تزيد عن سنتين، مع تشديد العقوبة في حالة العود لارتكاب نفس الفعل.
أن ما تعرّض له موقع المنصة ورئيسة تحريره لا يمكن رؤيته باعتباره واقعة فردية، وإنما هو نمط اعتيادي من أنماط الانتهاكات التي تمارسها السلطات المصرية، تجاه المواقع الصحفية المستقلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي بدأت مع الحملة الموّسعة التي شنّتها السلطات المصرية لحجب المواقع الإلكترونية الصحفية في مايو 2017، ووصل عددها حسب آخر رصد لمؤسسة حرية الفكر والتعبير إلى 127 موقعًا صحفيًا/ إعلاميًا.
ولم يكن الحجب هو النمط الوحيد لانتهاك الحق في حرية العمل الصحفي في مصر، حيث تعرَّض كثير من الصحفيين إلى القبض أو الحبس احتياطيًا، وإصدار أحكام بحقهم في بعض الأحيان.
المنظمات الموقعة:
- مؤسسة حرية الفكر والتعبير.
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
- مركز النديم.
- المفوضية المصرية للحقوق والحريات
- مبادرة الحرية.
- الجبهة المصرية لحقوق الإنسان.
- مركز بلادي للحقوق والحريات.
- كوميتي فور جستس.
Share this Post