(آيفكس-مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) في الوقت الذي يستعد المجلس التأسيسي التونسي لمراجعة مسودة الدستور خلال الأيام القادمة، تعرب الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير – مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس (IFEX-TMG)، وهي ائتلاف من 21 منظمة أعضاء في آيفكس، عن قلقها إزاء مشروع مقترح لتنظيم وسائل الإعلام. وتعتبر آيفكس أن الإشارات إلى تنظيم وسائل الإعلام في مشروع الدستور لا تتماشى مع الالتزامات الدولية لتونس باحترام وحماية وتعزيز حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام.
ويقوم مشروع الفصل الخاص المتعلق بتنظيم وسائل الإعلام بإنشاء هيئة تنظيمية مركزية مع مجموعة واسعة من الواجبات وسلطة غير محدودة والسيطرة على جميع وسائل الإعلام، مما يشكل انتهاكًا للمبادئ الأساسية للديمقراطية. و يفتقر المشروع المقترح إلى ضمانات كافية لحرية الإعلام، وتمت صياغته دون مناقشة عامة.
تدعو آيفكس-مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس اللجنة التي أشرفت على كتابة المشروع للقيام بسحبه وإخضاعه لمناقشة عامة. كما أنها تحث الحكومة التونسية والمجلس التأسيسي على اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذ المرسوم 2011-116، المعتمد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، والذي أرسى الأسس لوسائل إعلام إذاعية مستقلة انشأت حديثًا تتزامن مع انشاء السلطة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (HAICA).
وتشير المادة 9 من المشروع إلى أن “حرية التعبير مكفولة في أشكال الحديث، الكتابة، والتصوير وأي شكل آخر من أشكال النشر”. الشركاء المحليون يؤكدون أن اللغة غامضة وأنه ينبغي على مؤلفي الدستور أن يكتبوا بوضوح أن حرية التعبير مكفولة في جميع أشكال النشر، دون أي تحفظات.
وفي حين تنص المادة 10 على ضمان حرية وسائل الإعلام، وأنه تم رفع الرقابة على الصحافة، فإن المادة 21 تنص على أن الصحفيين معرضون للاحتجاز إذا قاموا بالتشهير أو مهاجمة الأشخاص أو الدعوة للعنف أو التمييز. ويمكن أن تستمر حالات تجريم التشهير خاصة مع عودة الرقابة الأخلاقية ومناخ من عدم اليقين القانوني حيث استمرت المحاكم مقاضاة الصحفيين باستخدام قانون الصحافة لعام 1975 والقوانين الجنائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا الاقتراح في الوقت الذي اقترحت فيه حركة النهضة الحاكمة على المجلس التأسيسي مشروع قانون لتجريم الجرائم ضد ‘القيم المقدسة’ وسيسمح مشروع القانون هذا والذي طرح في 1 أغسطس\ آب 2012، بإصدار أحكام بالسجن وغرامات ضد المدانين بإهانة أو الاستهزاء بقدسية الدين”
وقد فشلت الحكومة بتوفير الإطار القانوني لترخيص البث، وإحالة الطيف وتنوع وسائل الإعلام وتنظيم المحتوى والتعددية. كما أنها لم تفي بوعودها بإنشاء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (HAICA) والتي صممت لتعزيز الديمقراطية.
ومع ذلك، ينبغي أن تقوم الصحافة بعملية التنظيم الذاتي عبر مجالس الصحافة المنشأة من قبل مؤسسات وسائل الإعلام المطبوعة نفسها، وسوف يتم انتخاب أعضاؤها من بين أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل الصحفيين وأصحاب وسائل الإعلام، والناشرين وممثلي المجتمع المدني. وعلاوة على ذلك، سيكون للهيئة التنظيمية المقترحة من قبل الحكومة مجموعة واسعة من الواجبات ومن المحتمل أن يكون لها سلطات غير محدودة، حيث فشلت مسودة المشروع بتحديد حدود هذه السلطات.
أخيرًا، ففي حين أن المادة 20 من مشروع الفصل الخاص المتعلق بتنظيم وسائل الإعلام، تضمن حق الوصول إلى المعلومات، فإنه يستبعد المعلومات ‘التي تؤثر على “الأمن العسكري”، وهذا ما يسمح للجيش بالقيام بدور فعال في فرض الرقابة.
يعيد أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس مجددا التأكيد على أن حرية التعبير يجب أن تكون محمية تماما في الدستور الجديد، ويجب أن لا يكون هناك محاذير يمكن أن تعيد تونس إلى الوراء. ولقد أصدرت آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تقريرا في يوليو\ تموز 2012 يتضمن مجموعة كاملة من التوصيات بشأن حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات واستقلال السلطة القضائية. انظر: هل تحول ربيع تونس إلى شتاء؟ انجازات هشة وتحديات استثنائية للمدافعين عن حقوق حرية التعبير.
Share this Post