خطاب مفتوح موجه من منظمات المجتمع المدني العربي إلى السيد عمرو موسى/ الأمين العام لجامعة الدول العربية، و معالي وزراء الخارجية العرب و السادة المندوبين.
نقر نحن كممثلين لأكثر من (100) منظمة من المجتمع المدني العربي الموقعة أدناه من (17) بلد في العالم العربي بأننا نقدر بيان جامعة الدول العربية الصادر بتاريخ 25 أبريل 2011، والذي يدعم بقوة المناداة بالحرية والديمقراطية في العالم العربي، ويدين استخدام العنف ضد المتظاهرين المطالبين بحقوقهم.
وقد أظهر “الربيع العربي” في مصر وتونس للعالم أن الصرخات من أجل نيل الحرية الأساسية والديمقراطية لا يمكن إسكاتها بطلقات الرصاص بعد الآن. ومع ذلك، لا يزال القادة العرب في سوريا، والبحرين واليمن يردون على المطالبات بالإصلاح باستخدام القوة الوحشية والأسلحة ضد المدنيين العزل. ونحن نخشى أن يتم تدمير مصداقية جامعة الدول العربية والقوة القيادية التي أبدتها في أماكن أخرى على نحو يتعذر إصلاحه، إلا إذا قامت الجامعة بإدانة العنف أينما كان ودعت إلى وقفه على وجه السرعة.
ومنذ 15 مارس 2011، قُتل ما يزيد عن 800 متظاهر سلمي، وتم القبض على 9000 شخص في 16 مدينة سورية. ولقد تسبب نقص مياه الشرب والكهرباء في مدن مثل درعا وحمص في ترك المدنيين الأبرياء، بمن فيهم العديد من النساء والأطفال، دون الخدمات الأساسية الضرورية. ويزداد الوضع الإنساني سوءاً يوماً بعد يوم. ومع زيادة المعاناة، يستمر انقطاع الاتصالات منذ 22 أبريل في منع السوريين من طلب المساعدة.
في يوم الجمعة 29 أبريل، أصدر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قراراً قاطعاً يدين استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، ويطالب هذا القرار مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بسرعة إرسال بعثه إلى سوريا للتحقيق في انتهاكات قانون حقوق الإنسان بهدف تجنب الإفلات من العقاب، والتأكد من المسألة الكاملة للنظام السوري. وعلى الرغم من ذلك، فبعد ما يزيد عن أسبوع فقط من تاريخ إصداره، استمرت التقارير التي تفيد استخدام القوة والمدفعية العسكرية ضد المدنيين، والعقاب الجماعي والاعتقال التعسفي على نحو واسع النطاق في سوريا.
ونحن نثني على موقف الجامعة العربية الذي أدان بشدة الأعمال الوحشية الجسيمة التي تتم ممارستها في ليبيا، وندعو جامعة الدول العربية الآن إلى إظهار القيادة العربية المتسقة في التعامل مع الوضع في سوريا. وقد أوضحت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من مختلف أنحاء العالم أن الوضع في سوريا غير مقبول، ونناشد الجامعة العربية بألا تنعزل في صمتها.
بالإضافة إلى ذلك، فتضامناً مع سعي الشعب السوري للحصول على حقوقه الإنسانية الأساسية والحرية، نناشد مجلس وزراء الخارجة العرب، والتي سوف تجتمع يوم 15 مايو 2011 بأن تتخذ موقفا واضحا للتأثير على القيادة السورية، وذلك من خلال:
– إدانة الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين في سوريا.
– تماشياً مع المواد (8، 14، 18، 36) من الميثاق العربي لحقوق الإنسان التي تنص على أن مسؤولية الحكومات العربية عن حماية المدنيين في سورية ، تسمو فوق كل المصالح السياسية الأخرى.
– مطالبة السلطات السورية بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي و قوانين ومواثيق حقوق الإنسان، بما في ذلك احترام حرية الاجتماع والتعبير وتوفير المساعدة الإنسانية.
– مطالبة السلطات السورية بإنهاء التعتيم الإعلامي وقطع الاتصالات فورا، ورفع الحظر على دخول الصحفيين إلى سوريا.
– وأخيراً، ينبغي على الجامعة العربية دعم عمل ونتائج البعثة الدولية لتقصي الحقائق المفوضة بقرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رقم A/HRC/RES/S – 16/1 بشأن سوريا.
إن الدول العربية لم تقف صامتة عند مواجهتها بالطموحات المشروعة ومعاناة الشعب في تونس، ومصر وليبيا. وينبغي على الحكومات العربية الآن أن تظهر أن هذه المنطقة قادرة على حماية السكان المدنيين بها خلال أوقات الحاجة الملحة من دون نفاق أو معايير مزدوجة. إن عيون العالم تتجه نحونا، وسوف يحكم التاريخ على إنسانية هذه المنطقة وفقاً لرد فعلنا تجاه الأحداث في سوريا وأماكن أخرى. ونحن نناشدكم بترك سجل نفخر به نحن وأولادنا.
وإننا دائما لعلى ثقة لا تتزعزع بالدور الحيوي و الفعال الذي تلعبه جامعة الدول العربية في المنطقة، ونناشد جامعة الدول العربية بأن تبدي قيادة بناءة مستمرة خلال هذا الوقت الحرج.
وتفضلوا بقبول جزيل الاحترام و التقدير…
التوقيعات:
– مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان- مصر
– المبادرة المصرية للحقوق الشخصية- مصر
– البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان- مصر
– مركز آني لحقوق الإنسان والتنمية- مصر
– الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- مصر
– المؤسسة المصرية لحقوق اللاجئين – مصر
– مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف- مصر
– المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان- مصر
– الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية – مصر
– مؤسسة حرية الفكر والتعبير- مصر
– المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة – مصر
– مركز هشام مبارك للقانون – مصر
– مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان – سوريا
– المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان- سوريا
– اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير – سوريا
– مؤسسة هيثم المالح للدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان في سورية – سوريا
– مركز البحرين لحقوق الإنسان- البحرين
– جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان – البحرين
– مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية- السودان
– جمعية تنمية السودان – السودان
– منظمة السودان للتنمية الاجتماعية (سودو) – السودان
– جمعية حقوق الإنسان أولا – المملكة العربية السعودية
– المنتدى الاجتماعي الديمقراطي- اليمن
– المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية – اليمن
– مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” – فلسطين
– الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) – فلسطين
– حركة السلام الدائم (تضم 20 منظمة) – لبنان
Share this Post