نظم كل من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان ومرصد حقوق الإنسان في المملكة السعودية والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين بكردستان، العراق بالتعاون مع منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة المادة 19، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب ومنظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة “سيفيكس“، ندوة نقاشية حول الهجمات الممنهجة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق. وذلك يوم الخميس 12 مارس بمقر مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف.
جاء هذا اللقاء على هامش فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والتي انطلقت أولى فعاليتها في 2مارس الجاري ومن المقرر أن تمتد حتى السابع والعشرين من الشهر نفسه.
تشهد هذه الدورة للمجلس استعراضًا لمجموعة من التقارير النهائية لعدد من المقررين الخواص بالأمم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان بشكل عام، ومن بينها تقرير ميشيل فورست المقرر الخاص المعني بأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان، والذي حضر الندوة وشارك المنصة في التعليق على وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في دول الخليج والعراق، مشيرًا إلى بعض مراسلاته مع الحكومات العربية حول أوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج.
استعرض اللقاء أيضًا مجموعة من التقارير الصادرة مؤخرًا حول أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الخليج والمملكة العربية السعودية والعراق وذلك من خلال مداخلات ضيوف الندوة، التي أدارها جيرمي سميث من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
مريم الخواجة المدير المساعد لمركز الخليج لحقوق الإنسان، ركّزت على تقرير صدر مؤخرًا عن المركز حول التعذيب في الإمارات العربية المتحدة، مستعرضةً عددًا من حالات التعذيب الموثقة في التقرير، وطالبت الخواجة الدول المشاركة في جلسات مجلس الأمم المتحدة بالتطرق لتلك الوقائع في مداخلاتهم أمام المجلس، وأثناء مناقشتهم لأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليج.
أما خالد إبراهيم المدير المساعد لمركز الخليج أيضًا، فقد استعرض أهم ما جاء في التقرير السنوي للمركز لعام 2014 والذي تطرق إلى تصاعد المخاطر التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج، واستمرار توظيف الحكومات للقضاء غير المستقل في ملاحقة النشطاء. كما ألقى خالد الضوء على تصاعد استهداف النشطاء الحقوقيين بسبب أرائهم ومواقفهم المعلنة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينهم الحقوقي البحريني نبيل رجب.
ميلاني جينجل المحامية الحقوقية والباحثة القانونية، ركّزت في كلمتها على استهداف المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في كردستان بالعراق، لاسيما من خلال الملاحقة القضائية وفقًا لنظام قضائي مسيس وغير مستقل على حد وصفها. كما تطرقت ميلاني لكثير من الوقائع الخاصة باستهداف الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني.
أما فهد الفهد من مرصد حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية، فقد أكد في كلمته على تصاعد حدة المخاطر التي تحيط بالعمل الحقوقي في المملكة السعودية، لاسيما استهداف الحقوقيين جراء تعاونهم مع الهيئات الدولية ومنها مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وفور رجوعهم للأراضي السعودية، كما تطرق فهد للقيود المفروضة على تأسيس الجمعيات المستقلة في السعودية، والأحكام القضائية والملاحقات الأمنية العديدة التي يتعرض لها المدافعون السعوديون بسبب عملهم الحقوقي، وتعاونهم مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان.
من جانبه اختتم جيرمي سميث اللقاء مشددًا على ضرورة اتخاذ قرارات جادة من قِبل الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان؛ من أجل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، منددًا بتخاذل الدول في الرد على الأعمال الانتقامية التي نالت عدد من المدافعين السعوديين بسبب تعاملهم مع المجلس وآلياته. وأشاد سميث في السياق نفسه ببعض الإجراءات التي اتخذتها دول مثل السويد فيما يتعلق بوقف عمليات بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية، مطالبًا بقية الدول بأن تأخذ بعين الاعتبار حالة وحماية حقوق الإنسان والمدافعين عنها في تعاملاتها الدولية.
جدير بالذكر أن اللقاء نال حضور مميز من وفود الدول المشاركة في الدورة الثامنة والعشرين للمجلس، ومن بينها استراليا، السويد،كندا، والدنمارك وإنجلترا.
Share this Post