دخل أنور البني إلى قاعة المحكمة كعادته رافع الرأس، ، وحيّا جميع الحاضرين بابتسامته المشرقة، وطلب منه رئيس المحكمة أن يرتاح بالجلوس في القفص ، فرد عليه المحامي أنور قائلا : أنا مرتاح، المهم ان تكونوا أنتم مرتاحين.!
وبعد أن تلى رئيس المحكمة القرار صُعق جميع الحاضرين في المحكمة من قسوة القرار الذي قضى بحبس المحامي أنور البني خمس سنوات.على خلفية نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية.
بينما استقبل المحامي أنور البني هذا القرار الجائر بابتسامة ساخرة وعلق عليه بالقول : ( أن هذا القرار كما المحاكمة سياسيان بامتياز، ويشكلان انتهاكاً سافراً لحرية التعبير والرأي ومحاولة لإرهاب وإخافة المجتمع السوري ونشطاءه وسياسيه وأصحاب الرأي والضمير.
إن من يسيء إلى سمعة سورية، ويعرضها لخطر أعمال عدائية ويزيد من عزلتها عربياً ودولياً هم أولئك الذين ينهبون مال الوطن والشعب، وهم أيضاً أولئك الذين فبركوا هذا الحكم وهذه المحاكمة السياسية.
إن هذا الحكم يؤكد ماكنا نقوله من أن سوريا في مقدمة الدول التي تملك أسوأ سجل لانتهاكات حقوق الإنسان في العالم ، وقمع حرية الرأي والتعبير ، ويؤكد على أنه لاخلاص لسوريا ، ولايمكن أن تكون على طريق الحضارة والتقدم مالم يتحرر الإنسان السوري ، ومالم يتوفر نظام سياسي ودستور وقوانين جديدة تعترف بحقوق الإنسان وحريته وكرامته، وبحقه في حرية التعبير وإبداء الرأي وبممارسة العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار وتداول السلطة سلمياً عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة حرة تكون مدخلاً لبناء وطن السوريين وليس لفئة منهم.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الذين أعلنوا عن تضامنهم وبخاصة أولئك الذين تجشموا عناء حضور هذه المحاكمة السياسية، وأنني فخور جداً بتضامنهم مع قضية المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي والضمير..).
دمشق 24/4/2007 المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية
المديـر التنفيذي
المحامي
خليل معتوق
Share this Post