فشل مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية قد يؤدي إلى عواقب سلبية واسعة النطاق لمناصري حقوق الإنسان

In البرنامج الدولي لحماية حقوق الإنسان by CIHRS


فشل مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية قد يؤدي إلى عواقب سلبية واسعة النطاق لمناصري حقوق الإنسان

يعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء الرفض الأخير من قبل عدة دول ومن بينها الولايات المتحدة، وأستراليا، وهولندا، المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة القادم لمناهضة العنصرية، ويحث جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة بشدة التحرك بشأن التبني السريع للوثيقة الختامية لمراجعة دربان الصادرة مؤخراً. إن الانسحاب من العملية أو تقويضها في الوقت الحالي يمكن أن يهدد التطورات الإيجابية في مجال حقوق الإنسان، والإضرار بالجهود الرامية لإصلاح مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

ويهدف مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية والتمييز المنعقد في جنيف في الفترة 20-24 أبريل، المعروف بمؤتمر مراجعة دربان، إلى تعبئة حكومات العالم لالتزام بمكافحة العنصرية وغيرها من أشكال التمييز. وقد عمل الدبلوماسيون على التفاوض بشأن الصياغة ورسالة الوثيقة الختامية للمؤتمر لعدة شهور دون تحقيق تقدم كبير. وتم تلافي التراجع التام للمفاوضات عدة مرات. إلا أن الحل الوسط قد تم التوصل إليه على مدار الأسابيع القليلة الماضية لتبني متطلبات أعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول.

وبناءً على موافقة الوفد الفلسطيني، تم حذف بعض الإشارات إلى الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي خارج السياق، وهو تنازل مؤسف للغاية ولكن يبدوا أنه كان ضرورياً لإحداث توافق بين جميع الدول المشاركة على الوثيقة الختامية للمؤتمر، حيث كان هناك رفض  للإشارة إلى حالات دول بعينها. كما تم استبعاد المفهوم المستمر “لازدراء الأديان” وغيره من التعبيرات التي حاولت خلق قيود على نقد أو الإساءة لنظم عقائدية بعينها. تم استبدال هذا الحظر بتعبيرات تؤكد على الحظر الدولي للتمييز ضد أي فرد بناءً على معتقداته.

وقد اعتبر المدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم بشكل مستمر أن مفهوم “ازدراء الأديان” يقوض المعايير الدولية لحرية التعبير، وأن القانون الدولي يحمي حقوق الأفراد، وليس نظم عقائدية بعينها.

ويوضح معتز الفجيري، المدير التنفيذي لمركز القاهرة، أن “استبدال “ازدراء الأديان” بلغة لحماية حرية الفرد في المعتقد يمثل إقرار هام من قبل المجتمع الدولي بأن القانون الدولي لا يعترف بهذا المفهوم؛ وأنه لا يجب استخدامه من قبل الأمم المتحدة.”

وعلى الرغم من هذه التطورات، يبقى انهيار مؤتمر مراجعة دربان والتخلي عن الوثيقة الختامية إمكانية فعلية. ويضيف الفجيري أن ” الخطر يتمثل في أن دول الاتحاد الأوروبي لن تشترك بشكل جيد وستنسحب من المؤتمر على الرغم من الجوانب الإيجابية الحالية التي تم تحقيقها في الوثيقة، أو أن بعض الدول أعضاء جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي ستعمل على تقويض الإجماع المحتمل من خلال استخدام الخطاب الاستفزازي والمسيء، أو إعادة تقديم التعبيرات الجدلية للنص. إن من شأن هذا السلوك ليس فقط إغراق مؤتمر مراجعة دربان، بل قد يكون له آثار استقطابية خطيرة على الديناميكيات السياسية لمجلس حقوق الإنسان. وإذا ما حدث ذلك، سيكون من الصعب منع المجلس من أن يتعرض للتقويض من قبل عناصر سلبية تستخدم الانقسامات السياسية كأداة لإضعاف قدرة المجلس على تنفيذ مهامه لحماية وتعزيز حقوق الإنسان حول العالم.”

للاتصال: اللغة العربية – معتز الفجيري – المدير التنفيذي لمركز القاهرة (moataz@cihrs.org)،
اللغة الإنجليزية – جيرمي سميث – مدير مكتب مركز القاهرة بجنيف (jsmith@cihrs.org)

Share this Post