تواصل القمة الأفريقية التاسعة أعمالها اليوم في العاصمة الغانية أكرا لمناقشة ملفات تتعلق بدعم العلاقات الاقتصادية والسياسية بين دول القارة.
وكان القادة الأفارقة قد تحفظوا خلال اليوم الأول من القمة على المقترح الليبي الداعي إلى إنشاء ولايات متحدة أفريقية. وقال عدد من الزعماء إنهم يفضلون السير بتدرج نحو هذا الهدف.
وفي هذا الشأن دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري إلى تعزيز التكامل داخل القارة, مطالبا بمعالجة كل المسائل للسماح بتسريع عملية التكامل. وأضاف “لا بد أن نتصدى للمشاكل، لا بد أن نتقدم نحو إقامة دولة جديدة هي أفريقيا”.
كما أكد كوناري أنه لكي تتحقق الوحدة فإن على القمة أن تعطي مفوضية الاتحاد سلطات تنفيذية, وأن تكون للبرلمان الأفريقي الحالي قدرة حقيقية على اتخاذ القرارات, مشددا على ضرورة عدم تحويل ثماني هيئات اقتصادية أفريقية إلى تكتلات سياسية. وأشار إلى أن ذلك من شأنه أن يعرقل وحدة القارة.
وفي رأي مضيف القمة الرئيس الغاني جون كوفور فإنه “لا شكوك حول قضية الوحدة”، لكنه أضاف أن الدول يجب أن تكون قادرة على الاتفاق حول شكل الحكومة مع تحديد موعد انطلاقها. ودعا أيضا إلى تعزيز مفوضية الاتحاد الأفريقي.
حكومة واحدة
أما الزعيم الليبي فحث الدول الأفريقية قبل القمة على الاتحاد تحت لواء حكومة واحدة لتتمكن من مجاراة العولمة، قائلا إن على الأفارقة التوحد أو الموت.
ووصف القذافي الذي كان يتحدث أمام طلاب وناشطين في جامعة غانا قبيل انعقاد القمة نفسه بأنه جندي أفريقيا ومهمته هي تشجيع من أسماهم إخوته الأفارقة ليستفيقوا، وحث الشعوب الأفريقية على توحيد أفريقيا في دولة واحدة وحكومة واحدة.
ولم يحضر القذافي الجلسة
الافتتاحية للقمة, وقال إن قرار الوحدة الأفريقية ينبغي أن يكون بيد الجماهير وليس بيد القادة الذين يجتمعون في قاعة مؤتمرات مغلقة.
دارفور بغياب البشير
ويشارك العديد من الرؤساء في قمة أكرا، لكن الغائب الكبير هو الرئيس السوداني عمر البشير في وقت أثير فيه النزاع في دارفور منذ افتتاح القمة.
وفي هذا السياق طالب رئيس المفوضية الأفريقية الأمم المتحدة بإصدار قرار يتيح نشر قوة سلام مشتركة في إقليم دارفور غربي السودان. وقال إن هناك تقدما تحقق في الوضع في السودان بموافقة الخرطوم على قوة مشتركة, “وما ينقصنا اليوم هو قرار من الأمم المتحدة إضافة إلى التمويل والوحدات”.
بدوره التزم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بمواصلة المساعدة المالية لقوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في دارفور حتى انتشار القوة المشتركة التي ستضم عشرين ألف عنصر.
أما فيما يتعلق بالصومال فطالب كوناري باستكمال نشر القوة الأفريقية لوضع حد لما وصفه بالفوضى في الصومال، كما طالب بـ”تسريع” الحوار السياسي في الصومال، في إشارة إلى مؤتمر المصالحة المقرر عقده في 17 يوليو/تموز الجاري بعد تأجيله لمرتين.
واتخذت تدابير أمنية مشددة على هامش القمة، فأغلق محيط مركز المؤتمرات أمام السير ومنعت الحكومة الغانية أي مظاهرة خلال الأيام الثلاثة للقمة.
كذلك، منع الصحفيون من دخول قاعة الاجتماعات وأجبروا على ملازمة خيمة انقطع فيها بث كلمات الافتتاح دقائق عدة.
ووقع أكثر من 150 صحفيا عريضة احتجاجية، فيما سجلت صدامات بين الحراس الشخصيين لبعض الوفود وعناصر الأمن الغانيين غير المنظمين.
Share this Post