عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات حول القوات المشركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد).
وقد استمع المجلس خلال الجلسة إلى إفادة كل من يان الياسون، مبعوث الأمم المتحدة إلى دارفور وجان ماري غيينو، وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام.
وقد اطلع الياسون أولا أعضا ء المجلس على محصلة جهوده الخاصة بقضية دارفور منذ تولى عمله قبل نحو العام مع نظيره الأفريقي سالم أحمد سالم.
وتحدث عن لقاءاته الموسعة مع كافة الأطراف المعنية، ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي كما تطرق الياسون إلى محادثات السلام التي انطلقت في سرت بليبيا في أواخر شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأشار الياسون إلى إحراز بعض التقدم من حيث التقريب بين الأطراف المختلفة باتجاه الجلوس على طاولة المفاوضات، ولكنه أشار في نفس الوقت إلى تدهور الوضع الأمني والإنساني في دارفور وفي المنطقة بصفة عامة ومؤخرا بسبب الأوضاع في تشاد.
وقال الياسون “إن المنظمات الإنسانية تشعر بالقلق بشأن سلامة موظفيها وقدرتهم على توفير المساعدة للمدنيين، يأتي ذلك في وقت يستمر فيه ارتفاع معدلات سوء التغذية، كما أنه من المتوقع انخفاض المحاصيل في أجزاء من دارفور”.
وتطرق الياسون إلى عملية بطء انتشار قوات يوناميد، وعدم رؤية تقدم ايجابي على الأرض وتأثير ذلك على مواطني دارفور الذين لديهم توقعات هائلة عن الأمن والحماية وبرامج الإعمار.
أما غيينو، فقد تحدث عن زيارته الأخيرة لدارفور والمعوقات التي تواجه عمل قوات يوناميد.
وقال غيينو”إن استمرار الأعمال العدائية في دارفور يذكرنا أن بعض أطراف الصراع ليسوا على استعداد لوضع السلاح والانخراط في الحوار، إضافة إلى إطالة أمد معاناة ملايين المدنيين في المنطقة، وتعقيد عملية السلام. إن استمرار هذه الأعمال سيكون له عواقب سلبية جدا على نشر قوات يوناميد وسيعيقها عن تنفيذ مهمتها”.
و أشار غيينو إلى أن القوات تواجه نقصا في الإمكانات لتنفيذ المهمة التي أوكلت إليها، وأن عدد القوات وإمكاناتها في المنطقة التي ستعمل فيها غير كافية لتوفير الحماية للمدنيين في ظل المناخ العدائي الحالي.
من ناحية أخرى أفادت يوناميد بوقوع هجمات نفذتها القوات الحكومية السودانية على قرى في دارفور.
وقال مارتن لوثر أغواي، القائد قائد قوات اليوناميد “إن العديد من المنازل في قرية أبو سروج أحرقت ومن المعلومات الأولية يبدو أن هناك خسائر في الأرواح، وهناك تقارير عن وقوع هجمات في قرية سربا وإدعاءات بوجود قصف جوي لقرية سيليا”.
وقال الجنرال أغواي إنه إضافة للخسائر في الأرواح والممتلكات هناك خطر حدوث عمليات نزوح داخلي لعدد أكبر من القرويين مما يزيد من تدهور الوضع الصعب أصلا في إقليم دارفور.
الأمم المتحدة: أزمة دارفور قد تتحول إلى “حرب شاملة”
بي بي سي
نبه مسؤولان في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى أن أزمة إقليم دارفور السوداني في طريقها إلى التحول إلى حرب شاملة.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة يان إلياسون إن الحملة العسكرية التي شنها السلاح الجوي السوداني، إلى جانب ميليشيا الجنجويد يوم أمس الجمعة مثيرة للقلق.
وقال شهود عيان، إن مروحيات عسكرية ألقت قنابل على بلتي أبو سروج وسيربا، بينما شن بضع مئات من الجنجويد هجمات ضد الأهالي.
وقال إلياسون إن الحملة تبدو واسعة النطاق، ويصعب في مثل هذه الظروف أن تجرى مفاوضات سلام.
ومن جانبه ذكر جان ماري جيهينو، المسؤول عن عمليات حفظ السلام، أن عمل قوات حفظ السلام المشتركة الإفريقية الأممية صار صعبا في مثل هذه الظروف.
يذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد دعت السودان في الشهر الماضي إلى “وقف عرقلة عمل نشر قوات حفظ السلام الدولية” في إقليم دارفور.
وقال تقرير أصدرته المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن هناك حاجة لانتشار قوات حفظ السلام على الأرض بأسرع وقت ممكن بغية احتواء موجة العنف الجديدة في مخيمات اللاجئين.
وقالت المنظمة كذلك إن الوضع في دارفور ينذر بالانفجار، وإن الأمن هناك في تدهور، ومخيمات النازحين تغرق بالأسلحة، وإن الغضب والإحباط يتعاظمان في صدور الجيل الجديد من أهالي دافور.
واتهم تقرير المنظمة الحكومة السودانية أيضا بمواصلة هجماتها على اللاجئين وتزويد مقاتلي الجنجويد بأسلحة جديدة، رغم التعهد بنزع سلاح الجماعات المسلحة هناك.
يذكر أن أكثر من 200 ألف شخص قُتلوا وشُرِّد أكثر من مليونين آخرين خلال السنوات الخمس الأخيرة في الإقليم الواقع غربي السودان
Share this Post