شكرًا سيدتي الرئيس
إن الأزمة الإنسانية في السودان مازالت مستمرة ومتصاعدة، فبالكاد مضى أسبوع على الاستعراض الدوري الشامل الخاص بها، وفي 21 مايو، تزعمت حكومة السودان حملة عسكرية كاملة على آبيي. إذ قصفت القوات المسلحة السودانية أربع قرى، وشنت هجمات أرضية وجوية، وأطلقت النار عشوائيًا على المدنيين، مما أدى إلى تشريد جميع سكان المدينة الذين يقدر عددهم بستين ألف مواطن، كما قام الجيش والميليشيات بنهب منزل ثالث في آبيي وتحطيمه.
يأتي هذا فى الوقت الذي زعمت فيه الحكومة السودانية -أمام مجموعة عمل الاستعراض الدوري الشامل- أنه قد تم الانتهاء من المشاورات الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأن تلك المقاطعات تتمتع حاليًا بالأمن، والاستقرار والتطوير، فى حين أن المشاورات الشعبية لم تبدأ نهائيًا في جنوب كردفان، ولم يتم استكمالها في النيل الأزرق.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أخفقت الحكومة السودانية مرة أخرى في احترام اتفاقاتها ، ففي الوقت الذي تم فيه التوقيع على اتفاقية أديس أبابا لإنهاء القتال في جنوب كردفان، أصدر الرئيس البشير أوامره إلى القوات المسلحة السودانية بـ”إتمام عملياتها وعدم التوقف حتى بلوغ جنوب كردفان”. وبعد ما يقل عن ثلاثة أشهر، أعلنت حكومة السودان الحرب في جنوب النيل الأزرق ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، مما نتج عنه مقتل عشرات المدنيين، وإصابتهم وتشريدهم.
وفي سائر أنحاء الدولة، تُفرض قيود شديدة صارمة على حرية الضمير وحرية التعبير، ويتم إغلاق الصحف، مصادرة الأعداد الصادرة منها وكذا محاكمة الصحفيين. كما يتعرض استقلال القضاء لخطر شديد فغالبا ما يتم استخدام المحاكم في مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان واضطهادهم بشكل منظم، ومن الأمثلة الصارخة على ذلك محاكمة 19 شخصًا تم اتهامهم بالردة، إلى جانب المحاكمة المستمرة للمدافع عن حقوق الإنسان عبد الرحمن محمد الجاسم وآخرين، تلك المحاكمة التي تفتقر إلى الضمانات الأساسية لمحاكمة قانونية وعادلة.
وحتى الآن، تجاهلت الحكومة السودانية إلى حد بعيد توصيات الاستعراض الدوري الشامل الخاص بها، مثلما كانت تتجاهل توصيات الخبير المستقل ومجموعة الخبراء من قبل. فإذا لم تبدأ السودان عملية إصلاح حقيقية، فإنه من المرجح أن تستمر الفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مما يعرض عملية السلام الهشة للخطر.
شكرا سيدتي الرئيسة،،,
Share this Post