على مدى أربعة أيام نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ورشة تدريبية في تونس حول التخطيط الاستراتيجي وإدارة المشروعات، لـ15منظمةليبية. التدريب الذي اختتم فعاليته في 3 سبتمبر الجاري، ركز على كيفية صياغة الرؤية والرسالة الخاصة بالمنظمات الليبية، والتخطيط المناسب لبنائها المؤسسي وهيكل جهازها الإداري والتنفيذي، كما أولى اهتمامًا خاصًا لأهمية تبادل الخبرات حول طبيعة المشكلات التي تواجه المجتمع المدني في ليبيا، وسبل تعزيز التعاون لمواجهتها من خلال أدوات مختلفة، فضلا عن انعكاسات السياق الذي تعمل فيه المنظمات الليبية على تحديد أهدافها المرحلية والأهداف الطويلة والبعيدة المدى.
في السياق نفسه نظم أيضا مركز القاهرة ندوة بعنوان ” بين السلم في تونس والنزاع المسلح في ليبيا أي دور للحقوقيين والمجتمع المدني؟” شارك فيها حسن الأمين الصحفي والحقوقي الليبي، وزهراء لنقى مديرة منبر المرأة الليبية، وكذا المفكر التونسي صلاح الدين الجورشي، ومسعود رمضاني الممثل القانوني لمكتب مركز القاهرة بتونس. بحث اللقاء كيفية تعزيز المجتمع المدني الليبي في ضوء ما يواجهه من تحديات أبرزها غياب الدولة المؤسسية وانتشار الجماعات المسلحة وحداثة نشأة المجتمع المدني في ليبيا، مستفيدا من خبرة المجتمع المدني التونسي الطويلة، وقدرته الفعالة على المشاركة في التحول الديمقراطي في تونس.
أعقب هذه الورشة التدريبية، ولمدة يومين 5،6 سبتمبر، اجتماعا ضم كافة المنظمات المشاركة، من اجل تقييم الوضع الراهن في ليبيا، وبحث سبل تعزيز العمل المشترك بينهم، والوقوف على الاحتياجات والتحديات التي تواجه عملهم،فضلا عن تبادل المعلومات حول أنشطة وأهداف كل منظمة ونطاق تخصصها، ومن ثم بحث خطة عمل مشتركة تكاملية في الفترة الراهنة.
من جانبه نظم مركز القاهرة أيضا للمشاركين مائدة مستديرة في 6 سبتمبر، جمعت بين المنظمات الليبية وعدد من المنظمات الحقوقية الدولية المعنية بالوضع في ليبيا، كما حضر اللقاء ممثلي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وممثل عن الاتحاد الأوروبي و ممثلى عدد من الدول الأوروبية، وذلك لبحث سبل العمل المشترك بين المنظمات الوطنية والدولية حول حالة حقوق الإنسان في ليبيا، على المستويين المحلي والدولي، وتحديد أولويات جهود المناصرة والتشبيك مع الآليات الدولية بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.
جدير بالذكر أن المنظمات الليبية المشاركة بالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تمثل برنامج/شبكة المنصة، التي تأسست في مارس 2016، ويفترض أن يمتد عملها لعامين، كوسيلة لمساعدة المجتمع المدني الليبي على مواجهة الصعوبات التي يعانيها في ظل مناخ يغلب عليه العنف والتهديد، فضلا عن افتقار المنظمات الحقوقية الليبية الناشئة للمهارات الشخصية والمؤسسية. إذ يستهدف برنامج المنصة كسر عزلة المجتمع المدني الليبي وخلق مجال للالتقاء والتحاور والتفكير والعمل المشترك بين المنظمات الليبية وبعضها البعض، وبينها وبين المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالوضع في ليبيا. وذلك في إطار ثلاث محاور متكاملة تتمثل في التوثيق والمساعدة القانونية، المناصرة والحماية الدولية، والجهود والخبرة البحثية.
يعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه هذا العام لأعضاء المنصة، ويفترض أن تستتبعه اجتماعات ولقاءات وتدريبات أخرى في الفترة المقبلة.
Share this Post