.
شكرًا سيدتي الرئيسة,,,
اسمي هيثم المالح، محام سوري، أعمل في مجال حقوق الإنسان في وطني منذ عقود، وقد عرضني ذلك العمل إلى السجن مرات عديدة، كان أخرها حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات انقضت منذ سبعة أشهر فقط. و لذا أنا على دراية كاملة بمدى وحشية النظام الحالي في سوريا الفائقة الحد. كما إنني أعي الوضع الذي يمكن أن يصنعه صوت المجتمع الدولي فى هذا الصدد، إذ اختبرته شخصيًا حين بذلت حكومات من جميع أنحاء العالم -مشكورة- مساعيها للضغط علي النظام السوري لإطلاق سراحي و ربما لهذا السبب مازلت أقف أمامكم اليوم علي قيد الحياة.
كما تشير التقارير الحقوقية، الشعب السوري اليوم أضحى سجينًا، تحيطه الدبابات ورصاص القناصة والرشاشات، ومع ذلك لا يزال يصرخ من أجل الحرية. واليوم أنا أسألكم كمواطن، أب وصديق، كم من نساء وأطفال و رجال أبرياء يجب أن يُقتلوا في الشوارع، وكم من أفراد يجب أن يُعذبوا بأبشع أشكال التعذيب والتشويه قبل أن نقرر أن الكلمات وحدها لم تعد كافية؟ فلم يعد هناك أي شك من أن الحكومة الحالية ما عادت تملك القدرة ولا الرغبة في توفير العدالة للشعب السوري.
منذ عدة أسابيع قدمت المفوضة السامية تقريرها المعروض علينا اليوم إلى مجلس الأمن ، وطلبت منه أن يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية، وهو الطلب الذي تم تجاهله تماما. اليوم أطلب، وعلي نحو عاجل، من تلك الدول التي فشلت في دعم الطلب إعادة النظر. متى يمكن لأخواتي وإخواني من البرازيل والهند والصين وروسيا وغيرها الاعتراف بالواقع الواضح والمؤلم؟
الشعب السوري لن ينسى، والتاريخ لن يغفر لكل من يسمح ويصمن عن كل هذه الفظائع والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام في غضون حربه التي يشنها على المدنيين الأبرياء من أجل لا شيء أكثر من تحدثها علنًا كما أفعل اليوم.
لا تتركوا دماء من لقوا حتفهم وأصيبوا يذهب هباء. لم يعد هناك وقت للكلام.
لقد حان وقت العمل.
Share this Post