بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان اليوم الجمعة 8 ديسمبر، أمسية عرض سينمائية لـ8 أفلام قصيرة حول قضايا حقوق الإنسان في ليبيا، كجزء من مشروع يدعمه الاتحاد الأوروبي، بمقر المعهد الفرنسي في تونس، وبحضور ودعم ممثلي وفد الاتحاد الأوروبي لليبيا، والمعهد الفرنسي في ليبيا، والشبكة الأورو_متوسطية بفرنسا. الأفلام التي أعدها مجموعة من الشباب الليبي المبدع، ناقشت تحديات وقضايا واقعية تتعلق بحرية التعبير، وحقوق الطفل والعنف المنزلي، فضلاً عن التحديات التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في ليبيا.
في مفتتح الأمسية أكدت السفيرة بتينا موشيدت، رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي، أنه: “فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فإن التقاعس ليس خيارًا”، بينما قالت سفيرة فرنسا في كلمتها:”أنتم أمناء على حقوق الإنسان ومناضلون لأجلها، ونتعهد أن نظل بجانبكم في ذلك.” ومن جانبه ذكر زياد عبد التواب، نائب مدير مركز القاهرة: “أن احترام حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من نجاح العملية السياسية في ليبيا”، وأن: “الثقافة والفن عنصران أساسيان في هذه المبادرة،التي تعكس جزء من تحديات الشعب الليبي في انتقاله المؤلم نحو الديمقراطية.” مختتمًا كلمته بأن هذه الأفلام مهداة لكل فرد في ليبيا يؤمن بقيمة العيش المشترك في مناخ ديمقراطي.
في كلمتهم عقب العرض، ناقش المخرجون الليبيون قدرة الصور القادمة من ليبيا – سواء المعدة بطريقة احترافية أو المعاد إنتاجها فنيا- على زيادة الوعي بحقوق الإنسان والمواطنة. إذ تناولت الأفلام قضايا حقوق الإنسان التي تمس الفئات المستضعفة في ليبيا، وسلطت الضوء على دور الثقافة والفن في التعبير عن العقبات التي يتعين على الشعب الليبي التغلب عليها في انتقاله للديمقراطية.
خلال ديسمبر 2017، قُدمت العديد من الأفلام المعروضة لمهرجانات في ليبيا، بينها مهرجان إراتو في طرابلس، ومهرجان تانويرت ببنغازي، على أن تتاح هذه الأفلام على شبكة الانترنت عام 2018، ليستفد منها جمهور أكبر داخل ليبيا وخارجها.
معلومات خلفية
يؤمن مركز القاهرة أنه لا يمكن تحقيق الديمقراطية إلا بتمكين المواطنين من التعبير بحرية عن أنفسهم دون أي رقابة، بالإضافة للتصدي للعنف الواسع الانتشار وغياب سيادة القانون والمخاطر والانتهاكات التي تمس حقوق وكرامة الإنسان.
في يوليو 2017، أطلق مركز القاهرة مسابقة للشباب الليبي المبدع، للتعبير عن واقعهم وتحدياته بطرق فنية مبتكرة. تلقي المركز العديد من الأفكار- بما في ذلك الأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة والأفلام التجريبية. وفي أغسطس تم اختيار 8مشاريع من قبل لجنة التحكيم( تتألف من مركز القاهرة وشبكة يوروميد فرنسا ومستشار مستقل). وبين سبتمبر/ نوفمبر 2017، نظم المركز، بدعم من الاتحاد الأوروبي،ورشتي عمل في تونس للمشاركين حول قضايا صناعة السينما. كما استفاد المشاركون من ورشة عمل ثقافية وفنية في مرسيليا، نظمتها الشبكة الأورو-متوسطية، بالتعاون مع المعهد الدولي للثقافة والفنون، ومؤسسة لي إنستانتس فيديو نوميريكز إت بويتيكس، و ليغ دي l’إنسينيمنت بوشس-رون، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية، والوكالة الفرنسية للتنمية.
يشكل العرض اليوم جزءًا من سلسلة فعاليات (في بنغازي وبروكسل وجنيف ومرسيليا وباريس وروما وطرابلس) تهدف إلى إظهار الوضع الحقيقي والتحديات التي يواجهها الليبيون، بالإضافة لبناء جسور التواصل بين الشباب الليبي. وتأتي هذه المبادرة نتيجة للتعاون بين مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وأعضاء رابطة تحالفات الجمعيات الليبية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان الوليدة في ليبيا.
للمزيد من المعلومات، يرجي الاتصال بـ: مركز القاهرة. كريم سالم، باحث في الشأن الليبي karim@cihrs.org (بالعربية والإنجليزية والفرنسية)
Share this Post