إشكاليات حركة حقوق الإنسان في سياقات سياسية واجتماعية مضطربة
على مدى يومين في العاصمة تونس، نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان فعاليات المنتدى الإقليمي الواحد والعشرون للحركة العربية لحقوق الإنسان، مستضيفًا 50 مشاركًا، من 10 دول عربية ( مصر، تونس، سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن، ليبيا، الجزائر، المغرب، العراق) بالإضافة إلى ألمانيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، بين حقوقيين واكاديميين وإعلاميين.
المنتدى الإقليمي لحركة حقوق الإنسان مبادرة لمركز القاهرة انطلقت بهدف خلق إطار للحوار حول القضايا الملحة للتحول الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان في العالم العربي ومستقبل الحركة الحقوقية العربية وتحديات عملها. وفي هذا العام 2018 امتدت المناقشات خلال يومي 3 و4 نوفمبر تحت عنوان “إشكاليات حركة حقوق الإنسان في سياقات سياسات واجتماعية مضطربة.” إذ ركز المنتدى على بحث كيفية دعم حقوق الإنسان في العالم العربي في هذه السياقات المضطربة، وأبرز التحديات التي تواجه حركة حقوق الإنسان من داخلها، بالتركيز على مستقبل الحركة الحقوقية في كل من مصر، سوريا، تونس، المغرب، الجزائر والعراق واليمن وليبيا.
تطرق النقاش أيضًا لدور المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة في مواجهة هذه التحديات ودعم الحركة في ظل تهديدات مستمرة بالانتقام من الحقوقيين، فضلا عن أهمية الحلفاء الجدد لمنظمات حقوق الإنسان سواء المتمثلة في وسائل الإعلام الغربي الذي بإمكانه أن يعوض حالة التعتيم الإعلامي وتكميم الأفواه في المنطقة (مقتل جمال خاشقجي نموذجا)، أو الحركات الاجتماعية الجديدة في نضالها ضد التغيرات الاجتماعية المجحفة وأفق التعاون بينها وبين المنظمات الحقوقية.
افتتح المنتدى في جلسته الأولى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بنيويورك “أندرو جيلمور” بكلمة مسجلة أثنى فيها على هذا الجهد في مناقشة التحديات والاشكاليات ومواجهتها من الداخل، واصفًا الدفاع عن حقوق الانسان في العالم العربي بالذات بأنه يحتاج لـ “شجاعة من طراز خاص.” أدار جلسة الافتتاح “كمال جندوبي” رئيس فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين المعني باليمن بالأمم المتحدة ورئيس مجلس إدارة مركز القاهرة. شارك في جلسة الافتتاح أيضا رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة في تونس وعضو مجلس النواب “بشرى بلحاج” التي ألقت الضوء على أهمية العمل على قضايا المساواة والحقوق الشخصية لما تشهده من تدهور ملحوظ في معظم البلدان، كما شارك “بهي الدين حسن” مدير مركز القاهرة الذي أستعرض في كلمته أهداف المنتدى وطبيعة موضوعه وأهميته في اللحظة الراهنة.
تطرقت الجلسة الافتتاحية أيضا إلى التحديات التي تواجه نشطاء حقوق الإنسان في المنطقة منذ انطلاق “الربيع العربي”، وانعكاس ذلك علي أولوياتهم وطرق عملهم. والمخاطر النوعية الجديدة، التي تصل لحد تصفيتهم جسديًا كما حدث مع الصحفي السعودي جمال خاشفجي المدافع عن الديموقراطية، أو التهديد بالقتل والتحريض ضد المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان كما سبق وتعرض بهي الدين حسن، أو الملاحقات القضائية الملفقة للحقوقيين.
طرح المنتدى في جلساته الثمانية مجموعة اسئلة محورية حول أفق الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي في أعقاب ”الربيع العربي“ لاسيما في ضوء الرسائل التي يبعث بها للحقوقيين في العالم العربي بعد مقتل “خاشقجي”، ونجاح الإعلام الغربي في منع دفن الجريمة مع الجثة. هذا بالإضافة إلى بحث الأولويات التي يفرضها هذا السياق على جدول أعمال المنظمات الحقوقية، فهل تأتي المحاسبة أولا أم السلم الأهلي في سياق النزاعات المسلحة؟ وهل مازال للإسلام السياسي موقع على جدول أولويات المنظمات الحقوقية؟ كما قدم المشاركون في المنتدى أيضًا مجموعة من الاوراق القيمة- والتي سينشرها المركز لاحقاً – والتي كانت مدخل للنقاش في جلسات المنتدى على مدى اليومين.
وفي جلسة الختام، قدم خمس خبراء مجموعة من التوصيات والمستخلصات الهامة من خلال حوارات اليومين.
للإطلاع على الأوراق الصادرة عن المنتدى الواحد والعشرون للحركة العربية لحقوق الإنسان:
Share this Post