إلى مجلس الأمن الدولي،
الموقعون أدناه، 29 منظمة مجتمع مدني من جميع أنحاء العالم، يخاطبونكم في هذا الظرف الحرج، ومصير الشعب السوداني في حاجة إلى اتخاذ خطوات جريئة وضرورية لمنع مزيد من العنف ودعم أولئك المتطلعون لتغيير ديمقراطي في السودان.
الوضع في السودان في منعطف خطر، وهناك حاجة ملحة وعاجلة للتدخل لتسليم السلطة للمدنيين، والاستجابة لمطالب المتظاهرين التي عبروا عنها منذ ديسمبر 2018. إذ يبدو أن الفرصة التي كانت تعد بالكثير لشعب السودان الشجاع المطالب بالتغيير من خلال الاحتجاج السلمي تتخذ الآن اتجاها أكثر قمعًا.
ففي خلال الأسبوع الماضي، انهار الالتزام الذي تعهد به المجلس العسكري الانتقالي بتسليم مقاليد الحكم إلى سلطة انتقالية بقيادة مدنية. وتجدد الهجوم على المتظاهرين السلميين المطالبين بالديمقراطية في الخرطوم، والذي بدأ بالتفريق العنيف للاعتصام، مما أودى بحياة أكثر من 118 شخصًا وفقًا للجنة أطباء السودان المركزية في 9 يونيو 2019 كما خلف مئات الجرحى.
وتشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع وشرطة مكافحة الشغب ومسئولو الأمن القومي استقلوا مركبات مزودة بالسلاح هاجمت موقع الاعتصام في وقت مبكر من الصباح، بينما كان معظم المحتجين نيام، وأغلقوا المخارج حتى لا يتمكن المتظاهرون الملاذ بحياتهم من الذخيرة الحية. وفي محاولة واضحة لإخفاء معالم جرائمهم، ألقى المهاجمون جثت المتظاهرين في النيل. ووفقًا للجنة أطباء السودان المركزية، فقد تم انتشال أكثر من 40 جثة من المياه، كما تم الإبلاغ عن ثلاث حالات اغتصاب على الأقل خلال الهجوم. وتعرض ما لا يقل عن ثلاث مستشفيات للهجوم ولم يسلم الأطباء من الاعتداء. وحسب اللجنة أدت الاعتداءات المستهدفة للعاملين في المجال الطبي إلى إغلاق 8 مستشفيات.
لم تكتف الحملة القمعية بالهجوم على الاعتصام، بل تم تعطيل الوصول إلى الإنترنت، واعتقلت ميليشيا قوات الدعم السريع المئات من الشوارع، وقُبض مؤخراً على زعيم المعارضة، ياسر عرمان، الذي احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أيام قبل ترحيله قسرًا إلى جوبا.
تُظهر هذه الأعمال الرهيبة بوضوح عدم التزام المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة سلميًا إلى سلطات مدنية، وتصميمه على تعزيز سيطرته باللجوء للعناصر الأكثر عنفا في الأجهزة الأمنية. كما تسلط الضوء على خطر زيادة الاستقطاب السياسي والمواجهات الجماعية العنيفة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الانتقال السلمي إلى حكم مدني.
من جانبنا نرحب بقرار مجلس السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان إلى أن يتم تسليم السلطة للمدنيين، ونناشد مجلس الأمن بالأمم المتحدة دعم الموقف الإقليمي من خلال:
- إدانة العنف في الخرطوم وفي أماكن أخرى من البلاد باعتباره تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، والدعوة إلى فتح تحقيق نزيه ومحاسبة المسئولين عن العنف ضد المدنيين؛
- دعم عاجل لإنشاء آلية تحقيق مستقل في الاعتداءات على المتظاهرين، بما في ذلك حالات العنف الجنسي والجسدي على أيدي الجماعات المسلحة، وقوات الدعم السريع التي تم الإبلاغ عنها في أعقاب الهجمات الأخيرة، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها؛
- المطالبة بنقل سريع للحكم إلى السلطات المدنية، وفترة انتقالية تقودها السلطات المدنية لإجراء إصلاحات مؤسسية وسياسية واجتماعية واقتصادية لتجنب الظروف التي أدت إلى الاحتجاجات، وتسمية فريق من الشخصيات البارزة لدعم ذلك. إذ أن إجراء الانتخابات قبل هذه الإصلاحات سيؤدي إلى مزيد من تقسيم البلاد ويقلل من احتمال الوصول إلى ديمقراطية حقيقية؛
- تجميد مخطط سحب قوات بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في السودان في ضوء الهجمات الأخيرة على المتظاهرين السلميين، ليس فقط في الخرطوم ولكن أيضًا في دارفور، على الأقل إلى حين تشكيل سلطة مدنية؛
- المطالبة بتسريح قوات الدعم السريع تحت إشراف المجتمع الدولي؛
- توسيع نطاق فرض العقوبات المحددة في السودان، التي تتركز الآن على دارفور فقط، لتشمل الأشخاص المسئولين عن العنف ضد المتظاهرين السلميين وأفراد المعارضة السلمية.
ونحث نحن الموقعون الأمم المتحدة على دعم مساعي الاتحاد الأفريقي لتشكيل حكومة سودانية تعزز حقوق الإنسان وتحترم سيادة القانون وتؤيد الحريات الديمقراطية لجميع السودانيين. فإذا لم يكن للمجتمع الدولي اليوم صوت واحد، سيؤدي ذلك إلى مزيد من تأزم الوضع الراهن وعواقب طويلة الأمد على السلام والأمن، ليس فقط في السودان، ولكن في المنطقة ككل.
المنظمات الموقعة:
- Act for Sudan
- African Federation Association AFA WFM UGANDA
- African Centre for Justice and Peace Studies (ACJPS)
- AlKhatim Adlan Centre for Enlightenment and Human Development (KACE)
- Atrocities Watch Africa
- Cairo Institute for Human Rights Studies (CIHRS)
- CSW
- Darfur Bar Association (DBA)
- Defend Defenders (the East and Horn of Africa Human Rights Defenders Project)
- Euro-African Forum on Rights and Development (EAFRD)
- Horn of Africa Civil Society Forum
- Human Rights Watch
- Human Rights Institute of South Africa (HURISA)
- International Federation for Human Rights (FIDH)
- International Refugee Rights Initiative
- Investors Against Genocide
- Justice Centre for Advocacy and Legal Consultations
- Kamma Organization for Development Initiatives (KODI)
- The MagkaSama Project
- Massachusetts Coalition to Save Darfur
- MENA Rights Group
- Never Again Coalition
- Nubsud Human Rights Monitors Organisation (NHRMO)
- Skills for Nuba Mountains
- Stop Genocide Now
- Sudan Consortium
- Sudan Unlimited
- Sudanese Rights Group
- World Peace Foundation
Share this Post