تقديم وتحرير: بهي الدين حسن
ويتناول هذا الكتاب واقع حركة حقوق الإنسان في العالم العربي والتحديات التي تواجه هذه الحركة ككل واستشراف سبل تطوير فاعليتها، ويتناول الكتاب إشكاليات الحركة في مصر ويشير إلى تجربة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والتي يجب أن تميز نفسها عن جميع الحركات السياسية المعاصرة ويتبين طبيعة دورها. وماهى المهام الملقاة على عاتقها ويجب ملاحظة إن الحركة حققت تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة ولكن هذا لا يعني استتباب الأمور بل إن هناك عدة مشاكل تواجهها المنظمة ممثلة في عدم الاعتراف القانوني، وصعود تيار الإسلام السياسي، وتدني قيم الديمقراطية في الثقافة السائدة والقصور الفادح في الموارد المادية اللازمة للحركة، كما يتناول الكتاب إشكاليات الحركة في المغرب العربي فتعرض الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لمحاولات السلطة المستمرة لتدجين الرابطة؛ وهى تتعرض لعدة ضربات من السلطة تسببت في إخفاق الرابطة. وتتعرض كذلك الحركة في الجزائر والمغرب من السلطات لاضطهادات في محاولة منهم لاستيعاب تلك الحركات، كما أن هناك تحديات تواجهها حركة حقوق الإنسان الفلسطينية وخاصة بعد اتفاق أوسلو ودخول السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وغزة، كما تعرض الكتاب لإشكالية حركة حقوق الإنسان في السودان وهى الخلط بين مفهوم العمل السياسي ونشاط حقوق الإنسان وسعي الأحزاب السياسية للهيمنة على إدارة وقيادة المنظمة، وفي النهاية يلاحظ أن هناك عدة استراتيجيات مفقودة في عمل تلك المنظمات في الدول العربية ويلاحظ أيضا وجود إجماع على التأثير العام للبيئة السياسية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي على مسار الدفاع عن حقوق الإنسان، ربما أكثر من تأثير الحكومات ذاته.
Share this Post