د. علي مبروك
إن أزمة الخطاب العربي المعاصر على مستوى كافة التيارات الفكرية تكمن في “لا تاريخيته”، والتي تعني غياب التاريخ بوصفه إطارا لفعل الإنسان وتقدمه وشكلا من أشكال وعيه بالعالم، ليبقى التصور المهيمن على الخطاب، سواء الليبرالي أو الإصلاحي أو العلماني أنه لا يمكن تصور تجاوز انهيار الواقع العربي إلا عبر القفز إلى لحظة خارجه ينقلها ويستعيرها من آخر.
وفي هذا الإطار يفتش المؤلف عما يؤسس للا تاريخية الخطاب العربي المعاصر ليجده ماثلا في “تراث الخطاب”، وتحديدا في علم أصول الدين الذي يعد أكثر مركزية في التأسيس للوعي المعاصر وبنائه، فنتصور خطاب النهضة مؤسسا على التصور الأشعري للتاريخ. ومن هذا المنطلق يقرأ المؤلف الخطاب الأشعري والخطاب المعتزلي ليحدد الأسس المعرفية لكل منهما بهدف تجاوز أزمة الخطاب العربي المعاصر.
Share this Post