بخصوص إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار في اليمن: بيان مشترك من 59 منظمة غير حكومية

تركت أكثر من5 سنوات من الحرب الوحشية في اليمن ملايين اليمنيين في حالة ضعف بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض، وقد تحطم النظام الصحي في اليمن جراء الحرب. ومن ثم سيؤدي التهديد الوشيك لـوباء كوفيد-19 إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب في اليمن، حيث 80 في المائة من السكان بحاجة للمساعدة الإنسانية، معظمهم من النساء والأطفال؛ بينما يفتقر ثلثا البلد إلى الوصول الكافي للمياه النظيفة والصرف الصحي؛ ويعيش الملايين على حافة المجاعة؛ ويفتقر ما يقرب من 20 مليون شخصًا للرعاية الصحية الكافية؛ وتنتشر الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك. هذه العوامل تخلق بيئة مواتية بشكل خطير للانتشار الشديد والسريع لفيروس كوفيد-19، ما يهدد حياة عدد لا يحصى من المدنيين في اليمن.

وفي ضوء هذا التهديد الاستثنائي، نرحب نحن، المنظمات غير الحكومية الموقعة أدناه، ترحيبًا حذرًا بإعلان المملكة العربية السعودية الوقف المؤقت للأعمال العدائية في اليمن. ونحث جميع أطراف النزاع في اليمن على الوقف الفوري للقتال وتنفيذ وقف إطلاق النار على الأرض دون تأخير، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمختفين قسراً، والتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة على الفور لاستئناف المفاوضات السياسية الشاملة والجامعة لكل الأطراف من أجل إنهاء النزاع.

بالطبع لا يمكن لوقف إطلاق النار بمفرده الحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في اليمن، لذا يجب على جميع الأطراف رفع القيود فورًا وإنهاء التدخل في العمليات الإنسانية الحيوية؛ وضمان إمكانية الوصول الفوري للسكان المحتاجين؛ وتسهيل حركة العاملين في المجال الإنساني والسلع والواردات التجارية؛ وإنهاء الحصار والسياسات الأخرى التي تمنع أو تقيد الواردات التجارية الأساسية لليمن، لضمان إمكانية الاستجابة الإنسانية لاحتياجات ملايين اليمنيين من أجل البقاء على قيد الحياة، ودعم سبل العيش الاقتصادية لليمن.

كما يجب دعم المجتمع المدني اليمني لمواصلة دوره الأساسي في الاستجابة للأزمة. وفي الوقت نفسه، على المجتمع الدولي تكثيف التمويل لمجموعة كاملة من البرامج الإنسانية في اليمن. إذ أنه في خضم هذا الوباء العالمي، سيؤدي تعليق المساعدات المنقذة للحياة، أو تسييس وصول التمويل والمساعدات الإنسانية، إلى مضاعفة الخطر الذي يواجه السكان المدنيين الضعفاء في اليمن.

إن وقف الأعمال العدائية في اليمن ما هو إلا خطوة أولى، إذ يحتاج اليمنيون إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتسوية سياسية شاملة وجامعة للصراع الحالي، ووصول غير مشروط للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية، والمساءلة عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف خلال هذه الحرب.

لم يعد بإمكان اليمن الانتظار فترة أطول لإنهاء الصراع والدمار الإنساني الذي دمر حياة المدنيين لأكثر من 5 سنوات.

الموقعون