وعد الرئيس محمد مرسي ألا يقصف في عهده قلم أو تغلق صحيفة أو قناة، وطالبناه في حملة حقنا ×100 يوم بالإلغاء الفوري لمنصب وزير الإعلام، والبدء في اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء سيطرة السلطة التنفيذية على وسائط الإعلام المملوكة للدولة، وكفالة حرية الإعلام والإعلاميين بما يتضمن وقف كافة أشكال التحريض في وسائل الإعلام ضد الآخر الديني أو المذهبي، ووقف كافة أشكال الرقابة المعرقلة للإبداع والمقيدة للحريات، ولكن وبعد أقل من خمسين يوم علي حكم الرئيس، شهدنا غلق لفضائية ومصادرة لجريدة وتحويل ثلاثة من رؤساء التحرير للتحقيق بتهم واهية، علاوة علي منع مقالات عديدة من النشر، ناهيك عن الخطاب التحريضي وإهدار دم الخارجين، ونعت الإعلاميين بالمتطاولين. يأتي هذا في الوقت الذي تستمر الرقابة في ممارسة سلطتها علي المبدعين، الأمر الذي كان قد وصل إلي رفع دعاوي قضائية علي فنانين والمطالبة بحبسهم جراء أعمالهم الفنية، ولم تتخذ حكومة الرئيس المنتخب أية إجراءات لكفالة حريتهم وحمايتهم من مثل هذه التهم.
هذا المناخ القمعي والترهيبي والذي يستهدف –علي عكس وعد الرئيس– قصف الأقلام وغلق منافذ الإبداع والتعبير ينبئ بتعدِ سافر قد يصل إلي العنف ضد المبدعين والإعلاميين وعرقلة حريات التعبير والإبداع. في هذا الإطار وضمن فعاليات حملة حقنا ×100 يوم، تطلق الحملة فيلمها الثاني ضمن سلسلة أفلام “حقوق غائبة” تحت عنوان “حرية الإعلام والإبداع”.
الفيلم يركز علي قضيتي حرية الإعلام والإبداع الفني، وكيف يساهم المناخ الحالي في تقييد تداول المعلومات، وقهر الإبداع تحت سيف الرقابة والتي تتخذ مناحي تبتعد كثير عن معايير التقييم الفني، علاوة علي ما يعانيه الإعلام بشقيه المرئي والمكتوب من تهديدات بالغلق والمصادرة والمنع والتشهير والحبس، وصعوبة الوصول إلى المعلومات. يتطرق الفيلم أيضًا إلي ترسانة القوانين والتشريعات المقيدة للإبداع والتي تهدد منابر التعبير عن الرأي بمختلف أشكالها، وتضع المبدعين تحت براثن السلطة. تلك القيود والتي تمتد جذورها إلي أعوام طويلة قبل الثورة كان من المفترض أن تبيدها وعود أول رئيس منتخب، ولكن ممارساته وحكوماته جاءت داعمة لتلك القيود وراضية عنها.
يذكر أن حملة “حقنا ×100 يوم” هي حملة أطلقها ملتقى منظمات حقوق الإنسان المستقلة بهدف فرض أولويات حقوق الإنسان على أجندة الرئيس محمد مرسي خلال المائة يوم الأولى لحكمه. الحملة أطلقت وشاركت في الإعداد والتنسيق لعدد من الفعاليات التي تهدف إلى إلقاء الضوء على العديد من الحقوق والقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والتي غابت عن أجندة الرئيس. ويعتبر هذا الفيلم هو الفيلم الثاني في إطار مجموعة من الأفلام التي تعتزم الحملة إعدادها في الفترة المقبلة تحت عنوان “حقوق غائبة”، كأحد الإصدارات التعريفية بالحملة التي تهدف إلى فرض أولويات حقوق الإنسان على أجندة الرئيس محمد مرسي خلال المائة يوم الأولى من ولايته.
لمشاهدة الفيلم:
Share this Post