مساء الثلاثاء 6 نوفمبر 2023، نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ندوة نقاشية ضمن فعاليات صالون ابن رشد، تحت عنوان «مستقبل نظام الحكم في مصر بعد الانتخابات الرئاسية». استضاف فيها د. عمرو هاشم ربيع؛ عضو مجلس أمناء الحوار الوطني ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، والمرشح الرئاسي فريد زهران؛ رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومحمد أنور السادات؛ البرلماني السابق ورئيس حزب الإصلاح والتنمية. فيما أدار النقاش الحقوقي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
في البداية أقر المرشح الرئاسي فريد زهران بصعوبة وصف أجواء الانتخابات الحالية «بالجيدة»، إذ يتم إجرائها في ظل قانون انتخابات سيء، واحتجاز آلاف الأشخاص، بمن فيهم أعضاء أحزاب سياسية، وحجب عشرات المواقع؛ لكنها على حد وصفه أفضل من سابقتها في 2018، معللًا ذلك بأن الانتخابات الحالية شهدت تضييقًا على المرشحين في مرحلتي جمع التوكيلات والدعاية، وليس منعهم بشكل تام من الترشح على النحو المتبع في 2018.
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع فاعتبر أن مشكلة أكبر تكمن في السياق أو البيئة الحاضنة لهذه الانتخابات والتي وصفها بـ «المعضلة الحقيقية»، مفندًا أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر في اللحظة الراهنة وتأثيراتها الاجتماعية قائلًا: «هناك عجز كبير في الموازنة العامة، إلى جانب نسبة تضخم مرتفعة للغاية، تصل حوالي 45%، بالإضافة لميزان مدفوعات مختل، ودين وصل إلى 4.78 تريليون جنيه، منها 135 مليار دولار دين خارجي. فضلًا عن انخفاض قيمة العملة بشكل مزرٍ وكبير للغاية.» هذا بالإضافة إلى العديد من المشكلات الخارجية التي تواجه النظام، وتنعكس أثارها على الداخل، وغياب الأولويات عن مشاريع الدولة والتي ساهمت في مفاقمة تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
وقد اتفق السياسي محمد أنور السادات معهما في أن الانتخابات المرتقبة تفتقر لأي ضمانات لإجراء انتخابات حرة، لكنها حسب رأيه، تختلف في شكلها وإخراجها عن انتخابات 2018، وذلك لإدراك النظام لأهمية إجراء الانتخابات بشكل مقبول نسبيًا في الداخل والخارج على حد وصفه.
كذلك استبعد المتحدثون الثلاثة وجود أي انقسام بين أجنحة السلطة ومؤسسات الدولة الحاكمة بما فيها المؤسسة العسكرية حول ترشح الرئيس السيسي لفترة جديدة واستمراره في الحكم. والسبب في ذلك حسب ربيع هو «أن هذه الأجنحة هي جزء من النظام وتشاركه في سياساته، وبالتالي فإن عدم وجود الرئيس السيسي أو اختفائه من الحياة السياسية يعني محاسبة كل هذه المجموعة، وبالتالي فإن مصلحتها بالتأكيد في بقاء الوضع على ما هو عليه». وقد أضاف السادات لهذه الأسباب تصاعد الأحداث الأخيرة في غزة، والذي أعتبر أنها «تصب في صالح الرئيس عبد الفتاح السيسي»، بسبب تنامي التهديدات والمخاطر العسكرية مما ساهم في تغيير نظرة المواطنين والمؤسسات للرئيس الحالي ذو الخبرة العسكرية، وأدى لتوحد الاتجاهات حوله داخل نخب ومؤسسات الحكم في الدولة.
أما عن توقعاتهم لمجريات هذه الانتخابات، فقد استنكر السادات أداء الحملة الرئاسية للسيسي واصفًا إياها بأنها اكتفت بــــــ «استقبال المؤيدين»، مطالبًا المرشح الرئاسي الأقرب إلى الفوز بشرح رؤيته لكيفية التعامل في المستقبل مع «المشكلات التي وضعنا فيها». مضيفًا: «الأمر حاليًا مرهون بتغيير سياسات أثبتت فشلها، لا أتصور استمرار نهج النظام الحالي دون تغيير، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والتي ربما تزداد سوءً». بينما اعتبر المرشح الرئاسي فريد زهران أن انتخاب أي من مرشحي النظام الحالي يعني استمرار هذا الوضع الراهن دون تغيير، ومن ثم استمرار التردي والاحتقان، مما سيؤدي بدوره لانفجار ذو عواقب وخيمة، في غياب أي قوة قادرة على احتواء مثل هذا الانفجار. واختتم زهران كلمته بأنه لو لم يُقدر لهذه الانتخابات أن تكون لحظة انتقال آمن وسلمي للسلطة في مصر، فعلى أقل تقدير، ينبغي أن تتيح الفرصة لرسم مسار تغيير أمن وسلمي وديمقراطي، يعيد إحياء كل القوى الراغبة في التغيير السلمي، سواء داخل دوائر الحكم أو بين صفوف المعارضة.
شاهدوا التسجيل الكامل للندوة هنا:
Share this Post