يدين مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان حكم الإعدام الصادر بحق الناشطة النسوية فاطمة العرولي، في 5 ديسمبر الجاري، بعد محاكمة شابتها انتهاكات جسيمة لحقوقها، وخروقات للإجراءات القانونية الواجبة. ويطالب المركز جماعة أنصار الله (الحوثي) بإطلاق سراح العرولي فورًا وإلغاء الحكم الصادر بحقها.
تقول آمنة القلالي مديرة البحوث بمركز القاهرة: «هذا الحكم يمثل إهانة للعدالة. فقد سبق هذه المحاكمة إخفاء قسري، وشهدت تجاهل تام لحقوق المحاكمة العادلة. إذ منعت جماعة أنصار الله (الحوثي) العرولي من الاتصال بمحاميها، وحرمت عائلتها من زيارتها لعدة أشهر، فضلاً عن احتجازها في ظروف قاسية ولا إنسانية».
اعتقلت قوات الأمن الحوثية فاطمة العرولي، رئيسة فرع اليمن لاتحاد القيادات النسائية بجامعة الدول العربية، من منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، في 13 أغسطس 2022، لدى عودتها من الإمارات العربية المتحدة.احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 6 أشهر، لم تتمكن عائلتها خلالها من تحديد مكانها. وفي 31 يوليو 2023، وجه لها المدعي العام في صنعاء تهمة الخيانة ومساعدة الإمارات في شن حرب ضد اليمن. وهي تهم مكررة، سبق واُستخدمت لمقاضاة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان دون سند أو دليل. وطوال فترة احتجازها السابق للمحاكمة، والممتد لـ 16 شهرًا، كانت بمعزل عن العالم الخارجي، محرومة من حقها في الزيارات العائلية، ولم تتمكن من التواصل مع محاميها، وهو ما يعد انتهاكًا خطيرًا لحقها في محاكمة عادلة.
في 19 سبتمبر الماضي، عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، والمختصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، والمعروفة باتباع الإجراءات الصورية والإدانة بتهم التجسس الزائفة، أولى جلسات محاكمة العرولي. وفيها، أجبر رجال الأمن محاميها على الخروج من قاعة المحكمة (في أول فرصة تتاح له للتواصل مع موكلته) لمجرد محاولته الدفاع عنها. الأمر الذي قوض حقها القانوني في الاستعانة بمحام. وخلال الجلسة نفسها، قالت العرولي للمحكمة إنها احُتجزت في ظروف غير إنسانية، في زنزانة تحت الأرض، «لم ترى الشمس لمدة عام».
وبحسب القلالي: «قضية العرولي تمثل دليل آخر على أن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والمعاملة اللا إنسانية والحرمان الصارخ من ضمانات المحاكمة العادلة، والتهم الغامضة، هم دعائم السياسية الممنهجة التي تتبعها جماعة أنصار الله (الحوثي) لاستهداف نشطاء حقوق الإنسان».
Share this Post