رمسيس عوض
في ظل الانتهاكات التي تتعرض لها حرية الرأي والتعبير في مصر حاليًا، أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان صباح اليوم كتابًا جديدًا تحت عنوان “الغداء العاري أمام المحاكم الأمريكية” إعداد الأستاذ رمسيس عوض. يتطرق الكتاب إلى نظام الرقابة على المصنفات الأدبية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، ويتخذ رواية الغداء العاري لويليم بوروز مثالاً على ذلك.
يبدأ “رمسيس عوض” تقديم كتابه بالحديث عن تاريخ تعنت الرقابة في الولايات المتحدة، وعرض قائمة بأشهر الكتب التي تعرضت للحظر وملابسات هذا التعنت؛ الذي أجبر بعض الكتاب والناشرين –من تلقاء أنفسهم- على القيام بالرقابة الذاتية على الأعمال كي يتمكنوا من نشرها، خشية أن يقوم الرقيب بحظرها. ويتعرض “عوض” في فصول كتابه إلى أنواع الرقابة التي كان يتم تطبيقها في الولايات المتحدة آنذاك، فلم تنحصر في هيئة الرقابة على المصنفات الفنية فقط، ولكن مصلحة البريد كان لها دورًا كبيرًا في الرقابة على الأعمال الأدبية، فقد كانت تمتنع عن إرسال ما اصطلح على تسميته “المواد البذيئة”، والتي اشتملت حينها على “المجلات الهزلية، ومجلات الرعب، والمطبوعات الأخرى التي تحتوي على صور ومادة شريرة وضارة بالمجتمع”، مما أدى في الكثير من الحالات إلى مقاضاة المرسل والمرسل إليه.
تعد رواية الغداء العاري -عند الباحثين- بداية النهاية للحظر المفروض على الأدب في الولايات المتحدة، وبرفع الحظر عنها انتهت المعركة بين مضمون التعديل الأول للدستور الذي يدافع عن حرية التعبير والميراث المتزمت في الولايات المتحدة منذ عصر انتوني كومتسوك، رئيس مكافحة الرذيلة في نيويورك، والذي قام بحظر العديد من الروايات على مدار أكثر من خمسين عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية. بل أن هذه الرواية صارت جزءً من المناهج الدراسية في المعاهد والجامعات الأمريكية بعد رحلة صراع طويلة مع الرقابة، مصلحة البريد الأمريكية، والمحكمة الفيدرالية. كما تم رفض دخولها البلاد، بل ومصادرتها من قبل مصلحة الجمارك، بعد أن تم نشرها في فرنسا عام 1959، بل وحظرها في ولايتي بوسطن ولوس أنجلوس بعد نشرها للمرة الأولى بعد عام 1966.
Share this Post