لتاريخنا الفكري انعكاساته على تشكيل وعينا المعاصر، فذاك التاريخ الحافل بتيارات وتوجهات عديدة منها الإيجابي ومنها السلبي يبقى منسيًا بعيدًا عن مجال الفعالية، رغم أننا ربما في أمس الحاجة في ظل الأوضاع الراهنة لإبراز جوانبه المستنيرة والنقدية، لاسيما في الفكر العربي الإسلامي الوسيط؛ لمواجهة تيارات تغييب الوعي وتأصيل الفكر التنويري التحديثي البناء.
ولما كانت النزعة الإنسانية تشكل واحدًا من تلك التيارات المستنيرة في ذلك الفكر، قام مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مؤخرًا بإعادة طباعة كتابه “النزعة الإنسانية في الفكر العربي”، والذي صدرت الطبعة الأولى منه عام 1999.
الكتاب يتضمن محاولة للغوص في تاريخينا الفكري العربي وانعكاساته، ويطرح سؤالًا حول “النزعة الإنسانية في ثقافتنا العربية”، متطرقًا إلى مسألة النص المركزي في الثقافة العربية –القران الكريم– والدور الذي لعبته طريقة القراءة في تشكيل الوعي العربي، كما يقدم الكتاب تحليلًا للبيئة الاجتماعية والثقافية للعصر الوسيط، من خلال التحليل التاريخي والتوثيقي لاكتشاف الإطار الذي كانت تُجري فيه العمليات الفكرية والتعبيرية.
فمن خلال ستة فصول لباحثين مختلفين، ينتقل الكتاب من مفهوم النزعة الإنسانية، سواء في الدراسات العربية أو الأوربية، مرورًا بمراحل نشأتها وتطورها في الثقافة العربية وعند الفقهاء المسلمين، وصولًا للفصل الأخير الذي يركز على انعكاس هذه النزعة على فكرة حقوق الإنسان وتأصيلها في الوجدان العربي.
كتاب “النزعة الإنسانية في الفكر العربي” من تحرير عاطف أحمد، وشارك فيه كل من أنور مغيث، حسنين كشك، على مبروك ومنى طلبة.
تتوافر النسخة العربية من الكتاب على الرابط التالي: https://cihrs.org/?p=8165
Share this Post