انطلقت صباح أمس السبت 8 نوفمبر فعاليات المنتدى الإقليمي الثامن عشر للحركة العربية لحقوق الإنسان، والذي ينظمه مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، بحضور مجموعة من الحقوقيين والباحثين البارزين من مختلف دول العالم. افتتح المنتدى بكلمة للمفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد، أرسلها خصيصا للمنتدى متأسفا لعدم حضوره، وألقاها عنه هاني مجلي رئيس فرع أسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمكتب حقوق الإنسان التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة.
في كلمته أعرب رعد عن أسفه لعدم تمكنه من الحضور، مؤكدا انه ينوي زيارة المنطقة في المستقبل القريب كي يشهد النجاحات التي تحققت ويقف على التحديات التي تواجهها أعقاب الربيع العربي، معربا عن رغبته في لقاء المدافعين الحقوقيين العرب والذين يعملون في الصفوف الأمامية للدفاع عن الضحايا ودعم الحقوق والحريات على حد وصفه.
وأضاف رعد أن البلدان العربية تمر بمراحل انتقالية في غاية الصعوبة ويستحق مواطنوها العيش في بيئة خالية من الصراعات وأعمال الإرهاب التي تؤثر تأثيرا سلبيا لا حد له على المجتمع، مؤكدا أن أسباب هذه الممارسات الإرهابية تتخلص في إتباع سياسات قمعية خلفت بيئة سمحت للتكفيريين من أمثال” داعش”، وشدد على الحاجة إلى مساءلة الحكومات فيما ترتكبه من انتهاكات، ومحاسبتها على توزيع الثروات والموارد على نحو غير متكافئ.
ومن جانبه، اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي، المنتدى الإقليمي الثامن عشر للحركة العربية لحقوق الإنسان، محطة للتفكير في الأوضاع بالمنطقة العربية والتحولات المحورية بالمنطقة. وأشار اليزمي إلى أن المنطقة العربية تشهد يوميا تطورات سياسية خطيرة، بعد أن كانت شعوب المنطقة تتطلع إلى تحول ديمقراطي حقيقي من خلال مسارات مختلفة.
أشاد بهي الدين حسن مدري مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في كلمته الافتتاحية بالتحولات الديمقراطية في تونس باعتبارها النموذج الوحيد الملهم في إطار الربيع العربي، كما أشاد بتجربة المغرب باعتبارها نموذجا فريدا في الإصلاح من الداخل منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى دور رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الرحمن اليوسفي – الذي حضر جلسة افتتاح المنتدى- في هذا السياق.
حذر حسن أيضا من استلهام نموذج نظام صدام حسين في مصر ، مشيرا إلى أن هذا الاستلهام يمكن أن يؤدي إلي النتائج الكارثية نفسها التي أودت إلى تفكيك العراق وازدهار أنشطة الإرهاب. ويقول بهي: “إن داعش وأمثالها من المنظمات الإرهابية لم تكن لتنمو وتتمدد بهذه السرعة إلا على أنقاض المجتمع السياسي والمدني الذي قامت أنظمة ديكتاتورية بتحطيمه بشكل منهجي على مدار عدة عقود في سوريا والعراق.”
تضمن اليوم الأول للمنتدى ثلاث جلسات نقاشية، جاءت الأولى تحت عنوان الانتخابات والفاعلين السياسيين الجدد بعد الربيع العربي من منظور حقوق الإنسان، وأدارها انتوني تشيس الأستاذ المساعد بكلية اوكسيدنتال بالولايات المتحدة الأمريكية. شارك في هذه الجلسة اشرف الشريف محاضر في العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وعادل اللطيفي من جامعة باريس الثالثة السربون بفرنسا، وعبد العزيز النويضي أستاذ القانون الدولي والدستوري في جامعة الرباط سابقا, وتولى التعقيب على الجلسة الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة بالخرطوم وعياش الهمامي نائي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. الجلسة الثانية ركزت على الفاعلون الجدد في العالم العربي ملقية الضوء أيضا على دور الجيوش في الربيع العربي، أدار الجلسة عياش الهمامي وشارك فيها ايمي هولمز أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ورامي الصالحي مدير مكتب شمال إفريقيا في الشبكة الاورمتوسطية لحقوق الإنسان و عمرو عبد الرحمن مدير وحدة الحريات المدنية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية .
خصصت الجلسة الثالثة للاعبين الدوليين، من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وشارك في الجلسة ميشيل دن باحثة أولى في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط بالولايات المتحدة، وجريجور ميرنج باحث ألماني متخصص في الشئون الأوربية، وجيمي دورسي باحث ألماني في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية، وتولى التعقيب نيل هيكي مدير تعزيز حقوق الإنسان بمنظمة حقوق الإنسان أولا، وشادي سيدهم مسئول برامج بالوقفية الاورويية للديمقراطية وستيفن مكينيرني المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط. وأدار الجلسة هاني مجلي رئيس فرع أسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمكتب حقوق الإنسان التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة.
جدير بالذكر أن هذا المنتدى ياتي في إطار التحضير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان والذي ينتظر انعقاده في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري بالمغرب.
- للإطلاع على خبر افتتاح المنتدى الإقليمي الثامن عشر للحركة العربية لحقوق الإنسان هنا
Share this Post