استهل مبعوث الرئيس الأميركي للسودان اندرو ناتسيوس زيارة للبلاد أمس بجولة ميدانية في إقليم دارفور المضطرب، وتأتي زيارة المبعوث الاميركي، وهي الثانية من نوعها منذ تعيينه للمنصب مطلع هذا العام، بعد أيام فقط من هجوم شخصي وجهه له الرئيس السوداني عمر البشير بأنه يعرقل عملية السلام في دارفور، «ويحرض المتمردين في الاقليم ضد مجهودات السلام، بعد يوم واحد من زيارة قام بها مبعوثان من الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة حول وضع خارطة طريق لاستئناف مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية ومسلحي دارفور الرافضين لاتفاق أبوجا الهش». وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم إن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي للسودان التي تستغرق7 أيام تهدف للوقوف على تطورات الأوضاع ومسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في الجنوب واتفاقية أبوجا للسلام في دارفور. وتشمل مباحثات ناتسيوس عددا من المسؤولين في البلاد على رأسهم النائب الاول للرئيس الفريق سلفاكير ميارديت، ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه، وكبير مساعدي الرئيس مني اركو مناوي، والدكتور لام اكول اجاوين وزير الخارجية السوداني. وسيزور عقب ذلك جنوب السودان.
في غضون ذلك، قال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم أن هناك مشاورات مغلقة في اوساط الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن حول بعض العناصر المحتملة لمشروع القرار بشأن العملية الهجين بدارفور. وتوقع ان تمتد المشاورات خلال الأسبوع الحالي إلى الخبراء وبقية الدول الأعضاء في المجلس ومن ثم تحدد لاحقا جلسة لمجلس الأمن للتداول رسميا حول المشروع واعتماد العملية الهجين. وقال عبد الحليم ان شهري يوليو(تموز) الحالي وأغسطس (آب) القادم يتميزان بأهمية فيما يتعلق بتطورات قضية دارفور، حيث من المتوقع ان يصدر مجلس الأمن قرارا حول تفويض وتمويل العملية الهجين، كما سترتفع وتيرة الحل السلمي للقضية، وأشار للزيارة الحالية للبلاد لكل من يان الياسون وسالم احمد سالم مبعوثي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للسلام في السودان والتي يتبعها انعقاد مؤتمر طرابلس منتصف الشهر الحالي حول دارفور بلوغاً لشهر أغسطس الذي ستبدأ فيه المفاوضات السياسية مع رافضي أبوجا، وفق ما تحدد في خريطة الطريق، كما أشار لبدء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا متمثلا في وصول قائد القوات الأفريقية الجديد والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للخرطوم.
وقال مندوب إن بعثة السودان بنيويورك تشارك في المشاورات لضمان أن يأتي مشروع القرار حول العملية الهجين متوافقا مع الثوابت والمرجعيات السابقة التي تم إقرارها من قبل. وأوضح عبد المحمود أن مجلس الأمن سيعقد جلسة الخميس المقبل للاستماع الى تقرير عن زيارة أعضائه الى عدد من الدول الافريقية ومن بينها السودان