رفض المسؤول الثاني في وزارة الخارجية السودانية، أمس، الانتقادات التي وجهت لبلاده بعرقلة انتشار القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، واكد ان الصعوبات ناجمة عن تمويل العملية والمشاكل اللوجستية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية سماني الوسيلة في مؤتمر صحافي في الخرطوم «لقد عملنا ومازلنا نعمل بمسؤولية لتطبيق القرار 1769» القاضي بإنشاء هذه القوة. ونسب الصعوبات التي تواجه القوة التي اطلق عليها «مينواد»، الى «الغموض» الذي مازال يلف تمويلها والعراقيل التي تواجهها الامم المتحدة للعثور على 24 مروحية لتضمن لها القدرة على التحرك والرد السريع. وقال «نطالب ان تحكم روح التعاون والشفافية العلاقات» بين السودان والأمم المتحدة، قبل ان يدعو امين عام المنظمة الدولية بان كي مون الى «تفعيل البحث عن مصدر تمويل لهذه القوة وسد عجزها اللوجستي». وتتهم الأمم المتحدة بشكل خاص السودان بعرقلة انتشار هذه القوة التي يبلغ عديدها 26 ألفا ويفترض ان تحل محل القوة الافريقية التي تضم 7 آلاف عنصر في مطلع يناير (كانون الثاني). من جهة ثانية، دعا اتحاد أبناء دارفور بالمملكة المتحدة وآيرلندا السودانيين في لندن للخروج في تظاهرة في الخامس عشر من ديسمبر (كانون الاول) الحالي لمناشدة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة السودانية لتسليم مجرمي الحرب في دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية، فيما تستمع اللجنة المختصة بشؤون السودان في مجلس العموم البريطاني في جلسة مساء اليوم الى تقرير عن سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في جنوب السودان والأوضاع في اقليم دارفور بحضور ممثلين في السفارة السودانية بلندن وممثلين عن الحركة الشعبية.
وأبلغ رئيس اتحاد ابناء دارفور بالمملكة المتحدة وآيرلندا عبد الجبار شرف الدين «الشرق الاوسط»، أن التظاهرة تهدف الى حث المجتمع الدولي للضغط على الخرطوم بتسليم مرتكبي الجرائم في دارفور، وأضاف أن مذكرات سيتم تقديمها لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ولسفارتي السودان والصين، مشيراً الى الاخيرة تدعم الخرطوم بالآليات العسكرية في الحرب الدائرة في دارفور. وقال «لقد رأينا تقاعس المجتمع الدولي من ملاحقة الخرطوم في تسليم المجرمين». واعتبر إصرار الحكومة السودانية ابقاء احد المتهمين وهو احمد هارون في منصبه وزيراً للشؤون الانسانية استفزازاً لأهل دارفور والمجتمع الدولي. وقال ان الحكومة السودانية تقصد استفزاز الجميع بالإبقاء على هارون مسؤولا للشؤون الانسانية والنازحين، وتابع «حتى اذا تم توقيع اتفاق سلام في الإقليم فان محاسبة المجرمين دولياً لن تسقط». وأشار الى ان العالم مازال يطارد مجرمي الحرب العالمية الثانية من النازيين، وقال ان اهل دارفور لن يعفوا عن محاسبة من انتهكوا حقوقهم وقتلوا واغتصبوا نساءهم.
وقال شرف الدين ان التظاهرة ستعم مدن عالمية اخرى في أوقات متفاوتة ولن تتوقف، وأضاف ان هناك تحركاً مع منظمات دولية ستجري نشاطات واسعة لحث دول العالم بمقاطعة الالعاب الاولمبية التي ستقام بالصين العام المقبل، وقال «سنطارد الصين في كل مكان وسنظل نناشد العالم ومحبي السلام بمقاطعة من شاركوا في الإبادة الجماعية سواء نظام الخرطوم او من يقفون وراءهم في بكين».
من جهة ثانية، كشف مصدر في الحركة الشعبية لـ«الشرق الاوسط» عن تخصيص لجنة شؤون السودان بمجلس العموم البريطاني لجلسة مساء اليوم للاستماع لآخر التطورات في ازمة شريكي نيفاشا، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، الى جانب الاوضاع في اقليم دارفور.
وقال ان الدعوة وجهت الى السفارة السودانية وممثلين عن الحركة لحضورها والاستماع الى آرائهم. وأضاف ان بريطانيا ساهمت بصورة كبيرة في مفاوضات نيفاشا وتوقيع اتفاقية السلام، مشيراً الى دورها في تذليل الصعوبات التي تواجه الطرفين في تنفيذ الاتفاقية