انتقدت مقررة حقوق الإنسان في السودان سيما سمر (أفغانية) أوضاع حقوق الإنسان في البلاد و «غياب المحاسبة» عن الانتهاكات، واتهمت الحكومة بقصف قرى في دارفور والمتمردين باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
وجاء موقفها في وقت أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، انه «يجب القاء الضوء» على ظروف مقتل أربعة من البدو بانفجار قنبلة يدوية عند انتشال جثة جندي فرنسي قُتل في دارفور. وصرح (أ ف ب) الناطق باسم الخارجية باسكال اندرياني إلى الصحافيين: «إننا ندين كل ما حصل خصوصاً مقتل أربعة من البدو. لكن لا يزال علينا القاء الضوء على ظروف الحادث». وكانت وزارة الخارجية السودانية طالبت الاتحاد الأوروبي بدفع تعويضات لأسر الضحايا الذين قتلوا بانفجار قنبلة كان يحملها السرجنت جيل بولان من قوة الاتحاد الأوروبي في تشاد (يوفور) إثر مقتله برصاص جنود سودانيين خلال حادث حدودي.
على صعيد آخر، قالت الحقوقية سيما سمر في مؤتمر صحافي في الخرطوم، أمس، في ختام زيارتها التي استمرت عشرة أيام إنها ركّزت على شمال البلاد وشرقها ودارفور، وستزور البلاد مجدداً في تموز (يوليو) المقبل للاطلاع على أوضاع حقوق الانسان في الجنوب، مشيرة إلى أن السلطات منعتها من زيارة منطقة كجبار (شمال) التي شهدت اضطرابات أمنية أوقعت أربعة قتلى بسبب احتجاجات على انشاء سد.
وانتقدت «غياب المحاسبة» على الانتهاكات ووقوع ضحايا على يد القوات الحكومية، موضحة أن السلطات أبلغتها انها دفعت تعويضات إلى أسر 16 شخصاً قتلوا في مواجهات مع الشرطة والأمن فى مدينة بورتسودان في كانون الثاني (يناير) 2005 ولكن ست أسر أخرى رفضت التعويضات.
وطالبت الحكومة السودانية بالسماح لفرق من الأمم المتحدة بالتحقيق في أحداث عنف وقعت في منطقتي أمري وكجبار في شمال البلاد احتجاجاً على انشاء سدين هناك (سقط فيها نحو ثمانية قتلى وعشرات الجرحى)، إلى جانب التحقيق في اتهامات بتعذيب سياسيين في معتقل كوبر في شمال الخرطوم. ولفتت إلى أنها التقت أيضاً عشرة أشخاص دينوا بمقتل الصحافي محمد طه محمد أحمد وأبلغوها انهم اعترفوا بالجريمة تحت التعذيب لكنها ليست في وضع يمكّنها من تأكيد ذلك أو نفيه.
واتهمت القوات الحكومية بقصف منطقة صليعة في ولاية غرب دارفور، ما أوقع ضحايا مدنيين، كما اتهمت المتمردين باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في مواجهاتهم مع الجيش. وأكدت أن سكان منطقة أبوسروج التي قصفها الجيش نفوا لها وجود متمردين معهم عندما هاجمتهم القوات الحكومية.