ينعقد اليوم وغدا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاجتماع الثلاثي للحكومة السودانية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بشأن المرحلة الثالثة من حزم الدعم للقوة الإفريقية في إقليم دارفور. وقالت الخرطوم إن وفدها يشارك ومعه رؤى واضحة في هذا الخصوص. ويعقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مباحثات في الخرطوم، أفيد أنها ستتطرق إلى مشاركة الحكومة السودانية في مؤتمر باريس الخاص بدارفور. وتم أمس توقيع اتفاق سلام مع حركة في الإقليم، ضمن إنفاذ اتفاق أبوجا للسلام.
وقد توجه أمس وفد سوداني حكومي رفيع المستوى برئاسة وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق إلى أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع الثلاثي مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المقرر له اليوم وغدا بشأن المرحلة الثالثة من حزم الدعم للقوة الإفريقية في إقليم دارفور، ويضم نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء محمد عطا واللواء مجذوب طلحة من القوات المسلحة والوزير المفوض جمال الشيخ من إدارة السلام في وزارة الخارجية. وقال مدير هذه الإدارة السفير سراج الدين حامد إن الوفد سيدخل في مشاورات مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة فور وصوله إلى العاصمة الإثيوبية، وأضاف أن الحكومة السودانية ستقدم رؤيتها بشأن ما تقدمت به الأطراف من مقترحات حول المرحلة الثالثة لحزم دعم القوة الإفريقية في دارفور خلال الاجتماعات التشاورية. وأبدى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير علي الصادق تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مرض، وقال إن وفد بلاده يذهب إلى اجتماعات أديس أبابا برؤى واضحة.
وقال المتحدث الرسمي باسم بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان نور الدين المازني إن من المنتظر أن يناقش الاجتماع الوثيقة المشتركة المقترحة حول القوة الهجين التي تم الاتفاق عليها بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وأفاد أن الأطراف الثلاثة اتفقت في وقت سابق على تعيين ممثل خاص مشترك لدارفور، وكذلك قائد جديد لقوات الاتحاد الإفريقي في دارفور في إطار المرحلة الثالثة من مراحل الدعم المقدم من الأمم المتحدة لتعزيز هذه القوات.
وأمّن حامد على خريطة الطريق التي طرحها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في جلسة مجلس الأمن الدولي أول أمس، وقال إنه ليس لدى الحكومة اعتراض حول هذه الخريطة التي سبق وأن عبّر عنها الأمين العام بان كي مون في رسالة للرئيس عمر البشير. وأضاف إن الحكومة على اتفاق تام مع كل الأطراف بضرورة وقف إطلاق النار، وسبق وأن التزمت بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مع الحركات غير الموقعة على اتفاق أبوجا، إلا أن الأخيرة لم تلتزم بذلك، لأن ذلك في صالح أهل دارفور وتحقيق الاستقرار في الإقليم.
ومن المتوقع أن يرأس وفد من أعضاء مجلس الأمن يصل إلى الخرطوم في 17 من الشهر الحالي بان كي مون لإجراء محادثات مع الحكومة السودانية بشأن الأوضاع في دارفور.
ويبدأ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم محادثات مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم حول مبادرة فرنسية بشأن دارفور، وأفيد أنه ينوي بحث مسألة مشاركة السلطات السودانية في مؤتمر باريس، وإرسال قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى دارفور قوامها 20 ألف رجل.
إلى ذلك، وقع مستشار الرئيس السوداني الدكتور مجذوب الخليفة أحمد اتفاق سلام في الجنينة مع حركة القوى الشعبية للحقوق والديمقراطية في إطار إنفاذ اتفاق أبوجا. وتعهد الخليفة بإنفاذ البروتوكول الجديد، وقال “نحن ملتزمون باستكمال كل مشاريع التنمية في الولايات، وإنفاذ ما جاء في البروتوكول بنداً بنداً”، وأضاف أن الاتفاق يعطي “سلام أبوجا” حياة ودفعة قوية، وناشد حملة السلاح بأن يحذو حذو الحركة الجديدة. وقال إن مشاركة التجمع الدولي في اتفاقات سلام السودان كان استثناء، ومن الأفضل أن يكون الحوار سودانيا سودانيا وداخل التراب السوداني، ويكفي أن يكون ذلك ضامناً لإنفاذ كل بنود اتفاق السلام.