أعلن وزير الدولة ومسؤول الشؤون الأفريقية بالخارجية البريطانية مالوك براون أن بلاده قدمت مبادرة للمساهمة في حل أزمة دارفور عن طريق دفع العملية السياسية بالإقليم.
وأوضح -في تصريحات له عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير بالخرطوم- أن المبادرة تتضمن التزاماً بريطانياً لدفع الحركات المتمردة في دارفور إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن، وإيجاد خطط تنموية لمعالجة قضايا الأراضي والمياه.
وشدد المسؤول البريطاني على ضرورة إيجاد خطط تنموية لمعالجة قضايا الأراضي والمياه, قائلا إن هذه المشاكل تتصل بجذور الصراع في دارفور.
من جهة ثانية وصفت الحكومة السودانية حركة تحرير السودان غير الموقعة على اتفاق سلام دارفور برئاسة عبد الواحد نور بأنها معوق للسلام في الإقليم.
وطالب غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني -عقب لقائه وزير الدولة بالخارجية البريطانية- بما وصفها بالضمانات الواضحة, حتى تنظر الحكومة السودانية في مسألة وقف إطلاق النار قبل المحادثات القادمة في طرابلس.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اتفق مع الحكومة السودانية الأسبوع الماضي على 27 أكتوبر/تشرين الأول موعدا لمحادثات طرابلس بين حكومة الخرطوم ومتمردي دارفور لحث خطى السلام قبل نشر قوة مشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من 26 ألفا من جنود حفظ السلام.
وقال بان للصحفيين إنه سيعقد قبل محادثات ليبيا اجتماعا على مستوى عال بشأن دارفور في 21 سبتمبر/أيلول في نيويورك قبل قليل من المناقشات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما قال بان -الذي زار السودان وتشاد وليبيا- إن طرابلس اختيرت «لأنهم بادروا إلى دور وساطة مهم للغاية» منذ عام 2006 بما في ذلك اجتماعات عقدت في أبريل/نيسان ويوليو/تموز.
من ناحية أخرى نفى بان لقاء أحمد هارون وزير الدولة السوداني للشؤون الإنسانية المتهم بارتكابه جرائم حرب. وكان بان التقى قبل قيامه بهذه الجولة مدعي عام محكمة الجزاء الدولية لويس مورينو أوكامبو الذي طلب منه تكثيف الضغوط لحمل الخرطوم على تسليم شخصين مشتبه فيهما إلى المحكمة.
الوضع الأمني
على صعيد آخر قالت مصادر بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وأحد فصائل التمرد إن العشرات قتلوا في قصف جوي نفذته القوات الحكومية السودانية على مواقع جنوب دارفور أمس الاثنين.
وقال محجوب حسين الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان إن القوات الحكومية هاجمت جوا بلدة حسكنية جنوب دارفور. وأشار المتحدث إلى وقوع ضحايا وخسائر لدى الجانبين من دون أن يحددها. كما قال المتحدث إن جيش تحرير السودان صد الهجوم وأسقط طائرة عسكرية.
من جهته قال عبد العزيز عشار -وهو قائد عسكري في فصيل العدل والمساواة- إن مروحيات الجيش السوداني بدأت القصف العنيف في التاسعة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي, مشيرا إلى مقتل أكثر من 12 مدنيا على الأقل, إضافة إلى سبعة مسلحين قتلوا في اشتباكات أعقبت القصف الجوي.
ولم تعلق الحكومة السودانية على تلك الأنباء, فيما قال نور الدين المازني المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي إنه تلقى أيضا «تقارير غير مؤكدة» عن القصف الجوي. كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ضابط بالقوات الأفريقية أنه سمع طوال اليوم أصوات القذائف والانفجارات جنوب دارفور.