قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الثلاثاء إن بلاده تريد السلام مع دولة تشاد المجاورة لكنه يشك في قيمة توقيع اتفاق مصالحة جديد بعد فشل سلسلة من الاتفاقات السابقة.
واثارت تصريحات البشير في مؤتمر صحفي في ختام زيارة رسمية الى دبي اسئلة بشأن دعوة الرئيس السنغالي عبد الله واد للبشير والرئيس التشادي ادريس ديبي الى التوقيع على اتفاق جديد في دكار يوم الاربعاء.
ويأمل واد أن ينهي الاتفاق العداء الذي دفع البلدين في احيان كثيرة الى حافة السقوط في حرب شاملة.
واصبحت الحدود بين البلدين ساحة قتال للجماعات المتمردة السودانية والتشادية التي تقاتل في كل من اقليم دارفور السوداني الذي تمزقه الحرب وعلى الحدود الشرقية لتشاد. وتبادلت الخرطوم ونجامينا الاتهامات بدعم المتمردين على الجانبين.
وأكد البشير في كلمته بدبي على ان السودان يريد السلام وقال ان بلاده مساحتها كبيرة وليست في حاجة الى بلد اضافي لان أي اضافة تعني مشكلات اضافية وليس اراضي وموارد اضافية.
وقال البشير انه وديبي التزما بصورة مشددة بالسلام العام الماضي خلال موسم الحج برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وتصافحا في الحرم المكي.
وتساءل البشير انه اذا كان هذا الاتفاق قد جرى في الحرم المكي ولم ينفذه الرئيس التشادي فهل من المتوقع ان ينفذ اتفاقا يبرم في دكار..
وكان واد أعلن ان اتفاقا للسلام بين تشاد والسودان سيبرم الأربعاء في دكار عشية انعقاد قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة اسلامية بينها السودان وتشاد.
وقال السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية لرويترز في دكار ان البشير سيأتي بعقلية منفتحة. لكن لم يؤكد الوسيلة ولا متحدث باسم وزارة الخارجية في الخرطوم ان البشير سوف يوقع اتفافا مع ديبي.
وقال البشير ان خمسة اتفاقات سابقة وقعت مع تشاد بوساطة اما ليبية أو سعودية لكن جميعها فشل في المصالحة بين الطرفين.
واندلع العداء بين الدولتين الجارتين مرة اخرى في بداية فبراير شباط عندما قال ديبي ان المتمردين الذين هاجموا عاصمة البلاد نجامينا مدعومون من السودان الذي يريد أن يطيح بحكمه. لكن الخرطوم نفت الاتهام.
وقال واد ان اتفاق السلام سيوقع صباح الاربعاء في دكار لكن مسؤولين سودانيين قالوا ان البشير يتوقع أن يصل في وقت لاحق الاربعاء. ويتوقع ان يصل ديبي الى دكار يوم الثلاثاء.
وقال الوسيلة ان بلاده تريد أن تشهد تطبيقا كاملا لاتفاق السلام الثنائي الذي وقع في ليبيا عام 2006 والذي اتفق فيه الجانبان على تسيير دوريات مشتركة على حدودهما المشتركة.
واضاف الوسيلة ان السودان يتطلع الى التوصل الى اتفاق بشأن الضمانات والالتزام بتطبيق الاتفاقات السابقة.
وقال وزير الخارجية التشادي أحمد علامي بعد اجتماع مع واد ان تشاد ستحترم اي تعهدات في دكار.
واضاف «نأمل ان نتوصل بعد دكار الى اتفاق حاسم لحل الصراع التشادي السوداني.»
وقال واد ان إقرار سلام دائم بين تشاد والسودان هو خطوة اولى ضرورية على طريق فض الصراعات المتشابكة في اقليم دارفور التي راح ضحيتها أكثر من 200 الف شخص في قتال لاسباب عرقية وسياسية منذ عام 2003