السودان يعد بالبحث عن جندي فُقد في اشتباك مع جيشه ... الخرطوم «تقبل اعتذار» الاتحاد الأوروبي بعد دخول قوة فرنسية «خطأ» دارفور من تشاد

March 2008 · 3 minute read

أعلنت الخرطوم أمس قبولها اعتذاراً من الاتحاد الأوروبي وباريس، بعدما عبرت وحدة من القوات الأوروبية (يوفور) المتمركزة في تشاد على الحدود السودانية في غرب دارفور، وتبادلت النار مع قوة من الجيش السوداني ما أدى إلى مقتل سودانيين أحدهما عسكري والآخر مدني، في حادث يعزز قلق السودان ازاء نشر «يوفور» على حدوده الغربية.

وقال مسؤول رئاسي سوداني لـ «الحياة» إن حكومته تلقت اتصالين هاتفيين من المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، يعتذران عن عبور قوة من «يوفور» الحدود السودانية «عن طريق الخطأ»، وذكرا أن القوة تاهت في منطقة خالية، خصوصاً انه لا توجد علامات بارزة توضح الحدود السودانية – التشادية التي تمتد 1300 كلم ولا توجد موانع طبيعية أو حواجز محددة. وأضاف أن حكومته، بناء على ذلك، وجّهت حرس الحدود وقوات الجيش والأمن المنتشرة في نقاط مراقبة على طول الحدود مع تشاد تكثيف جهودها للبحث عن جندي فرنسي مفقود تابع إلى القوات الخاصة اختفى بعد مواجهة مع قوة سودانية تراقب الحدود عند منطقة أم جرادل.

ويعزز أول حادث تتعرض له القوة الأوروبية منذ انتشارها في شرق تشاد وشمال شرقي أفريقيا الوسطى على حدود السودان الغربية، مخاوف الخرطوم التي أبدت تحفظاً ازاء تلك القوة، خصوصاً أن نشرها تزامن مع نشر قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، ما يضعها تحت ضغط سياسي وعسكري مستمر.

كما يزيد الحادث من شكوك الحكومة السودانية من أن «يوفور» ستشكل دعماً لنظام خصمها الرئيس التشادي إدريس ديبي، وحماية ظهره من أي هجوم محتمل من معارضيه انطلاقاً من دارفور. ويزيد أيضاً هواجسها من أن مهمات «يوفور» يمكن أن تتوسع وتتكامل مع القوة المشتركة في دارفور («يوناميد») للعب دور أكبر في المنطقة.

ويعتقد مراقبون بأن تجنب الخرطوم اتهام «يوفور» صراحة بعبور الحدود السودانية، وقبولها سريعاً اعتذار سولانا وكوشنير وتجاوبها مع طلب باريس المساعدة في البحث عن جنديها المفقود، تشير إلى أنها لا تريد مواجهة سياسية أو عسكرية مع الدول الغربية، بل ابداء حسن نيات ومد اليد للتعاون في تسوية ازمة دارفور التي باتت تشكل عامل ضغط متزايداً عليها وأحد الاسباب الرئيسية التي تعرقل تطبيع علاقتها مع واشنطن وعواصم أوروبية، وتعقّد صلاتها مع المجتمع الدولي.

وكان بيان لوزارة الخارجية السودانية قال إن الحادث وقع عصر الاثنين عندما عبرت سيارة «جيب» تابعة لقوات غير افريقية الحدود التشادية إلى داخل الأراضي السودانية في منطقة ام جرادل جنوب غربي ولاية جنوب دارفور على بعد ستة كيلومترات من الحدود المشتركة حيث تتمركز وحدة مراقبة سودانية، وعندما تعرضت لنيران الجيش السوداني دخلت ثلاث سيارات أخرى إلى المنطقة ذاتها. وأشار إلى أن الجنود الذين كانوا على متن السيارة أطلقوا النار على القوة المتمركزة في الوحدة ما اضطرها إلى الرد على النيران، وأدى ذلك الى اصابة السيارة المهاجمة وفرار من كانوا على متنها سيراً إلى داخل الاراضي التشادية.

وأضاف انه بعد مرور نصف ساعة فقط على الهجوم عبرت 3 سيارات «جيب» أخرى تساندها مروحية عسكرية الحدود واستأنفت الهجوم مرة أخرى على وحدة المراقبة السودانية، وجرى تبادل إطلاق النار، ما أدى الى اصابة جندي وبعض المدنيين.

ورفض مكتب الناطق باسم الجيش السوداني فرضية دخول هذه السيارات عن طريق الخطأ إلى السودان، وقال إن «الخطأ لا يتكرر مرتين»، موضحاً انه لم يقع ضحايا من «القوة غير الافريقية داخل الأراضي السودانية».

وكانت قيادة أركان «يوفور» وقيادة اركان الجيوش الفرنسية اعلنتا في باريس مساء الاثنين أن جندياً فرنسياً اختفى في السودان اثر دخوله خطأ الى هذا البلد في منطقة تيسي.