القذافي يثير حفيظة الإليزيه بشأن دارفور وحقوق الإنسان

December 2007 · 3 minute read

أثار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حفيظة قصر الإليزيه بشأن تصريحاته عن فحوى محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس بشأن النزاع القائم في إقليم دارفور ومسألة حقوق الإنسان على الرغم من أنه أعرب عن تأييده لمشروع ساركوزي المتوسطي.

 

ففي مقابلة مع محطة فرانس2 التلفزيونية -بث مقطع منها الثلاثاء- أكد الزعيم الليبي أن مسألة حقوق الإنسان لم تكن في صلب محادثاته التي أجراها مع الرئيس ساركوزي.

 

وجاءت تصريحات القذافي بهذه النقطة ردا على سؤال عن طلب الرئيس ساركوزي منه ضرورة إحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان بقوله «أولا لم أتطرق والرئيس ساركوزي إلى هذه المواضيع» مضيفا «نحن أصدقاء ومقربون ونتعاون» بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن المحطة التلفزيونية المذكورة.

 

بيد أن قصر الإليزيه رد على هذه التصريحات مؤكدا أن ساركوزي أثار مع ضيفه الليبي مسألة حقوق الإنسان كما جاء على لسان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان.

 

وصرح هذا الأخير بأن الرئيس ساركوزي بحث هذه المسألة مع الزعيم الليبي مرتين أثناء محادثاتهما الرسمية أولا، ومرة أخرى على مائدة العشاء، مشددا على أن ذلك الحديث تم بحضوره في المرتين.

كذلك كانت مسألة إقليم دارفور بالسودان سببا لقيام الإليزيه بالرد على تصريحات للقذافي انتقد فيها تدويل الأزمة وذلك خلال استقباله في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).

 

فقد أعلن القذافي -في تلك التصريحات- أن الأزمة الراهنة في دارفور ستنتهي حالما يترك القرار لأهالي الإقليم، في إشارة إلى أن تدويل الأزمة لا يمكن أن يعتبر عاملا مساعدا على حلها.

 

وفيما يخص المساعدات الإنسانية -التي أكد الزعيم الليبي أنه عمل على تسهيل وصولها إلى الإقليم عبر حدود بلاده- قال القذافي «إن الفقراء يأملون في أن تتواصل الحرب كي تستمر المساعدات الإنسانية».

 

ورد قصر الإليزيه على هذه التصريحات على لسان غيان الذي أكد أن حل مشكلة لاجئي دارفور «لا يمكن أن يكون إلا دوليا» لكنه شدد على ضرورة العمل بين الأطراف المحلية في الإقليم لحل النزاع نفسه.

 

الاتحاد المتوسطي

وبعيدا عن التصريحات المثيرة للجدل، أعرب الزعيم الليبي عن تأييده لفكرة الرئيس الفرنسي الرامية لإنشاء اتحاد يجمع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

 

وشدد القذافي في حفل استقبال الجمعية الوطنية على ضرورة أخذ هذه البادرة بجدية وتحويل البحر المشترك بين آسيا وأوروبا وأفريقيا إلى منطقة سلام واستقرار لافتا في الوقت ذاته إلى الأوضاع السيئة التي يمر بها هذا البحر في إشارة إلى التلوث وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

 

يشار إلى أن الرئيس نيكولا ساركوزي دعا في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في طنجة -أثناء زيارته الرسمية للمغرب- قادة دول المتوسط إلى الاجتماع في فرنسا في يونيو/حزيران المقبل لإرساء قواعد «اتحاد اقتصادي وسياسي وثقافي».

 

انتقادات

في هذه الأثناء كثفت المعارضة الفرنسية من انتقاداتها للرئيس ساركوزي بشأن استقباله الزعيم الليبي واتهمته بتقديم المصالح التجارية على حقوق الإنسان، حيث تغيب معظم نواب اليسار الفرنسي عن حفل استقبال القذافي في مبنى الجمعية الوطنية.

 

كذلك لم يتردد بعض النواب الموالين للرئيس ساركوزي من انتقاد زيارة الزعيم الليبي بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان، كما ورد على لسان فرانسوا غولار النائب عن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي اعتبر أنه من الخطأ استقبال القذافي في باريس منتقدا الصورة المبالغ بها في الترحيب بمن وصفه بـ»الزعيم الطاغية».

 

كما ندد رئيس المجموعة الاشتراكية في الجمعية الوطنية جان مارك إيرو بزيارة الزعيم الليبي معتبرا أنه كان الأحرى بفرنسا أن تحذو حذو ألمانيا، مشيدا بموقف مستشارتها أنجيلا ميركل التي لا تتخلى -بحسب تعبيره- عن موقفها الواضح عندما يتعلق الأمر بحقوق الإن