توجه فريق تقييم من الامم المتحدة يوم الاثنين الى مناطق في غرب دارفور تعرضت فيما يبدو لهجوم كبير من جانب الجيش السوداني وميليشيا متحالفة معه قال السكان انه اسفر عن مقتل 47 على الاقل في بلدة واحدة.
وقالت الخرطوم ان قواتها هاجمت متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور الذين أعلنوا سيطرتهم على المنطقة. ولكن سكانا قالوا انه لم يكن هناك متمردون في بلدات المنطقة وأن زعماء قبليين وموظفين مدنيين قتلوا بأيدي الميليشيا.
وتقع قرى أبو سروج وسربا وصليعة في منطقة نائية شمال الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد.
وقالت أورلا كلينتون المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة «غادرت بعثة التقييم متوجهة الى سربا. انها بعثة انسانية متعددة الاطراف تصاحبها بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور».
وأبلغ زعماء قبيلة ارنجا التي تعيش في المنطقة يوم الاثنين رويترز انهم أحصوا أسماء 47 شخصا قتلوا في سربا و17 في صليعة.
وقال سليمان جاموس منسق الشؤون الانسانية بحركة جيش تحرير السودان المتمردة في دارفور ان نحو 38 شخصا قتلوا في قرية ابو سروج ولكنه اردف أن من الصعب التحقق من هذه الارقام.
وقال مصدر كبير بالجيش السوداني شارك في العملية لرويترز ان الجنود جمعوا مئات من بنادق الكلاشنيكوف وأسحلة ثقيلة أخرى في البلدات الثلاث. وأضاف ان بعض المدنيين ربما يكونون قتلوا في تبادل اطلاق النار الا انهم قاتلوا قوات من حركة العدل والمساواة كان كثيرون منهم يرتدون ملابس مدنية.
وتابع المصدر «فقدنا جنودا واصيب اخرون .. وهذا يعني اننا واجهنا بالتأكيد بعض المقاومة». ومضى يقول ان جنديين قتلا في العملية واصيب 12 اخرون.
وقال المصدر ان حركة العدل والمساواة التي هاجمت المنطقة وطردت قوات الشرطة منها العام الماضي عزلت البلدات عن العالم الخارجي ولذلك استهدفت عملية الجيش استعادة السيطرة عليها واعادة فتح الطرق
ولم تتمكن أكبر عملية مساعدات انسانية في العالم باقليم دارفور من الوصول الى المنطقة خلال الاشهر القليلة الماضية بسبب القتال.
وقال أبو القاسم امام حاكم ولاية غرب دارفور انه لا يحمل الجيش السوداني المسؤولية عن عمليات القتل واحراق المنازل وأضاف ان الميليشيات هي التي قامت بأعمال نهب وقتل.
وحشدت الخرطوم ميليشيا غالبية أفرادها من العرب لاخماد التمرد في دارفور الذي بدأ عام 2003 عندما حمل متمردون من غير العرب السلاح متهمين الحكومة المركزية باهمال المنطقة.
وقال أبو القاسم ان الهجوم يوضح أهمية تطبيق البروتوكولات الامنية لاتفاق السلام في دارفور الذي تم التوصل اليه في مايو أيار عام 2006 ووقعته قلة من الجماعات المتمردة بالاقليم.
وابلغ أبو القاسم رويترز انه يتعين نزع السلاح في دارفور حتى تتمكن السلطات من حل هذه القضية.
ونددت منظمة العفو الدولية بالخرطوم بسبب الهجوم ولكنها قالت ان حركة العدل والمساواة يجب أن تبقى بعيدة عن المناطق المدنية.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها وجدت في شرق تشاد نحو 12 ألف لاجيء من دارفور فروا من الهجمات التي بدأت يوم الجمعة. ويقول المتمردون ان جميع السكان وعددهم 200 ألف شخص فروا. ولكن الجيش السوداني يقول ان كثيرين عادوا الى بلدة سربا.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق وزير دولة وزعيم ميليشيا متحالف مع الحكومة بتهمة تنسيق جرائم حرب في دارفور. وترفض الخرطوم تسليمهما