وزير الدفاع السوداني: 3 مجموعات دخلت العاصمة للسيطرة على الإذاعة وقيادة الجيش والقصر

May 2008 · 5 minute read

تعج الخرطوم بروايات متعددة حول حرب الشوارع التي شهدتها مدينة ام درمان، السبت الماضي، بين قوات حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، والقوات المشتركة الحكومية، فيما أعلن الجيش أمس انتهاء المواجهات و«دحر المتسللين»، مشيرا الى وجود متخفين داخل الاحياء، خاصة بأم درمان، وتقوم عناصر أمنية بعمليات دهم وتفتيش تشمل الشوارع الرئيسية والفرعية، والمدارس والمساجد والمباني المهجورة أو تلك التي تحت التشييد، فيما انهمكت السلطات الامنية في احصاء خسائر المعركة من الطرفين.
وكشف وزير الدفاع السوداني، الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، في تصريحات صحافية ان قوات العدل والمساواة جاءت في 3 مجموعات كانت إحداها تستهدف الوصول الى مبنى الاذاعة الحكومية، والثانية تقصد القصر الرئاسي، والثالثة هدفها الوصول الى القيادة العامة للجيش. وأوضح ان القوات السودانية تصدت للمجموعة الاولى التي جاءت عن طريق شارع العرضة (اشهر شوارع ام درمان) شرقا وغربا حتى سوق ليبيا غرباً». واضاف: «هذه المجموعة حسمت في زمن وجيز». وتابع «تصدت القوات المسلحة للمجموعة الثانية والثالثة عند جسر الإنقاذ وحسمتها ايضا في اقل من ساعة ودمرت 20 من سياراتها واستولت على اخرى». وقال عمر محمد صالح، الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء، ان الاجهزة الامنية تلقت اكثر من 11 الف مكالمة من المواطنين، قدموا خلالها مساعدات افادت كثيرا السلطات الامنية، في تعقب المتسللين. وقال الدكتور كمال عبيد، وزير الدولة بالاعلام، ان القوات المهاجمة استخدمت أسلحة محظورة دوليا، في احداث السبت، دون تحديدها. وروت مصادر حكومية لـ«الشرق الاوسط» قصة الهجوم على ام درمان، وقالت ان التحقيقات مع الاسرى افادت بان القوة التي هاجمت ام درمان قوامها نحو 500 سيارة لاندكروزر، تسللت الى داخل السودان من دولة تشاد، وتجمعت في منطقة شمال وادي هور، وتوجهت صوب العاصمة. وقبل ان تصل هذه القافلة الى العاصمة بيومين تم كشفها بواسطة سلطات ولايتي الشمالية وشمال كردفان، حيث رصدت يوم الاربعاء الماضي نحو 130 سيارة في منطقة سودرى وحمرة الوز في ولاية شمال كردفان على بعد نحو 500 كيلومتر غرب ام درمان.
وقالت ان القوة اقتربت مساء الأربعاء من مورد مياه للتزود، وذلك في منطقة «عد الريافة» بأم قرين والذي يتبع لقبيلة «الكواهلة»، مشيرة الى ان «بعض فرسان القبيلة تصدوا للقوة وتبادلوا معها اطلاق النار وأعطبوا احدى عربات الفصيل الذي آثر الانسحاب، تجنبا فيما يبدو لاية مواجهات قد تكشف أمرهم، واتجهوا الى منطقة وادي الملك، التي مكثوا بها حتى مساء الخميس». وكشفت المصادر ان «المعلومات المتوفرة تقول إن القوة بقيادة رئيس الحركة خليل إبراهيم ومعه قيادات اخرى على رأسهم: عبد العزيز نور عشر وأبو بكر حامد نور، وسليمان صندل وجمالي حسن جلال. وقالت إن القوة المسلحة بكامل عتادها حددت الخرطوم هدفا لها. وتم رصد مجموعة أخرى قرب منطقة الدبة على بعد 450 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم في الولاية الشمالية، في يوم الاربعاء نفسه. وحول تسللها ودخولها أم درمان يوم السبت، رجحت المصادر بان القوات المهاجمة دخلت بطرق غير مألوفة، فيما ركزت القوات الحكومية خط دفاعها الاول على مداخل معروفة لمدينة ام درمان، ويُعتقد انهم بذلك تجاوزوا خط الدفاع الاول. ومن ثم تسللوا الى ان وصلوا خط الدفاع الثاني في مواقع عديدة حول المدينة وداخلها لتقع الاشتباكات.
وقالت مصادر أخرى «ان القوات الحكومية اتاحت الفرصة عمدا للقوة للدخول الى مشارف المدينة لتواجه قوة الدفاع الثانية، وبعد ما حاول المتسللون العودة من حيث اتوا وجدوا خلفهم قوة الدفاع الاولى مما سهل محاصرتهم ودحرهم». وقالت: «انهم وقعوا بين ناري خط الدفاع الاول وخط الدفاع الثاني، ودارت عدة معارك في مدخل جسري النيل الابيض وجسر الانقاذ الرابطين بين ام درمان والخرطوم، وفي عدد من الاحياء في اطراف ام درمان ووسطها». وطبقا لمصادر حكومية فان هذه القوات المهاجمة وجدت مساعدة ممن سمتهم بالطابور الخامس في العاصمة، ويرجح بأن الاخير اخبرهم بخط الدفاع الاول، فلجأوا الى الطرق غير المعتادة للتسلل، وقال: «كان يمكن ان تدحر في خط الدفاع الاول خارج ام درمان». وقالت المصادر ان «المتسللين ظهروا وهم يدخلون بسرعة فائقة احياء ام درمان عبر طرق غير مطروقة، وقالت ان مجموعة ظهرت للعيان نهار السبت بجهة حي «الجيس» شمال غربي ام درمان ثم «دار السلام» غرب ام درمان، وعبروا الى سوق ليبيا (شمالا) ثم عبر طريق ود البشير ووصلوا حتى شارع الاربعين وبلدية ام درمان (وسط) وتوجهوا بطرق مختلفة في اتجاه الجسرين.. لكنهم هزموا وقتل من قتل وهرب من هرب وسط الاحياء والى خارج ام درمان».
وأشارت المصادر الى ان المعركة الآن انتقلت الى غرب ام درمان، في شكل مطاردة للقوات المهاجمة الفارة من ارض المعركة؛ بينهم رئيس الحركة الدكتور خليل ابراهيم. وحسب المصادر فان القوات تلاحق الاخير على بعد اكثر من 50 كيلومترا غرب ام درمان، ونوهت بأن معارك غرب ام درمان «ابيدت فيها قوة هاربة من المتسللين التي يبلغ عدد افرادها 45 متمرداً بصورة تامة بعد مطاردة استمرت لعدة ساعات في اطار عمليات التمشيط والتنظيف لجيوب المتمردين بعد الهزيمة التي لحقت بهم اول من امس». وذكرت المصادر ان الاحصاءات الاولية تقول ان الهجوم خلف نحو 329 قتيلا من القوات المتسللة وجرح واسر اكثر من 300 منها. وذكرت ان الاحصاءات تشير الى مشاركة نحو 200 سيارة من العدل والمساواة في الهجوم تم الاستيلاء على اكثر من 150 سيارة وتدمير عدد منها وتعتبر 7 سيارات مفقودة الآن والبحث عنها جار في اطار التمشيط المستمر في العاصمة واطرافها. وقالت المصادر ان عدد القتلى من القوات النظامية جراء الهجوم نحو 65 قتيلا منهم 15 من قوات الجيش و36 من قوات الشرطة والباقي من القوات الاخرى، ومقتل نحو 17 مواطنا وجرح العشرات منهم. وكشفت مصادر أن القوات المسلحة تمكنت من قتل القائد جمالي حسن جلال الدين، مسؤول شؤون الرئاسة بحركة العدل والمساواة وكبير مساعدي خليل. وأضافت المصادر ان «القوة دخلت في معركة ظهر امس على بعد 50 كيلومتراً غرب ام درمان مع المتمردين اسفرت عن دحر المرتزقة». وزعمت المصادر الحكومية ان خليل ابراهيم كان قائداً لمعركة جسر الانقاذ وأعدم خمسة من جنوده رمياً بالرصاص لرفضهم التقدم لجهة الخرطوم. واشار إلى ان بعض افراد اسرة خليل افادوا في تحقيقات معهم ان زعيم العدل والمساواة قضى ساعات في حي صالحة جنوب ام درمان قبل الهروب غرباً. وقالت المصادر ان خليل لاذ بالفرار بعد ان دمرت العربة التي كان يستغلها. وذكرت ان القوات تحاصر عبد العزيز نور عشر، الأخ غير الشقيق، لخليل ابراهيم مع 50 عربة لاندكروزر بمنطقة شمال ام درمان بالقرب من معسكر فتاشة. ويعتقد عسكريون في الخرطوم وخبراء امن من بينهم مدير الامن الخارجي السابق العميد متقاعد حسن بيومي ان الهجوم على ام درمان تم مع سبق الاصرار والترصد، «لأن هذه القوات كشف امرها منذ يومين ومع ذلك اصرت على الدخول الى ام درمان».